الإسفار منْ قَولهم أسْفر الصُبْح إسفارًا: أضاء، فيه أنهُ صَلاهَا وأسْفر مَرة وَاحِدَة، وأكثر صَلاته كَانَ بِغَلَس، وإما ما احتج به الحنفية (¬1) "اسفروا بالفَجر فإنه أعظم للأجرِ" رَوَاهُ أصحَاب السنن وابن حبان (¬2) من روَاية رَافع (¬3) بن خديج فأجيبَ عنهُ بأن المعنى به تحقق طُلوع الفَجر.
قَالَ الترمذي: (¬4) قال الشافعي (¬5) وأحمد وإسحَاق (¬6) معناهُ أن يتضح الفجر فَلا يشك فيه.
(ثُمَ كَانَتْ (¬7) صَلاتهُ بَعْدَ ذَلِكَ التَّغْلِيسَ) واستمر عَلَيهَا (¬8).
(حَتَّى مَاتَ لم يَعْد) (¬9) يؤخر الصلاة (إلى أن يسْفر) بالصلاة فيه دَليل ظاهِر لمذهَب الشافعي (¬10)، والجمهُور أن التغليْس بالصُّبْح أفضَل؛ لأنها صَلاة مُؤقتة فكان تعجيلهَا في غير العذر أفضل كالصبح (¬11) والظهر (¬12)
¬__________
(¬1) انظر: "المبسوط" للسرخسي 1/ 295.
(¬2) أخرجه أبو داود (424)، والترمذي (154)، والنسائي 1/ 272، وابن ماجه (672)، وابن حبان في "صحيحه" (1495) وألفاظهم متقاربة، وسيأتي قريبًا.
(¬3) في (م): نافع.
(¬4) "سنن الترمذي" 1/ 291.
(¬5) "الأم" 1/ 156.
(¬6) "مسائل أحمد وإسحاق برواية الكوسج" (124).
(¬7) في (ص، س): كان. وبياض في (ل).
(¬8) في (م): عليه.
(¬9) في (ص): ثم بعد.
(¬10) "الأم": 1/ 156.
(¬11) زاد في (س، م، ل): مجمع.
(¬12) سقط من (د).