كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 3)

في الشتاء خلافًا للحنَفية (¬1)، واستدلوا بحَديث عَبد الله: مَا رَأيت رسُول الله - صلى الله عليه وسلم - صَلى صَلاة إلا لميقاتها [إلا الفَجر] (¬2) بالمزدَلفة فإني رَأيتهُ صَلاهَا يَومَئذ قَبْل ميقَاتها (¬3). وقَد غلسَ بهَا بالمزدَلفة، فدَل على أنه أسْفَر بِهَا في غَيره، قلنَا إنه غلسَ بها بالمُزْدَلفة (¬4) وفي غيرهَا أخر حَتى تيقن طُلوع الفَجر.
([قال أبو داود: ] (¬5) وَرَوَى هذا الحَدِيثَ عَنِ الزُّهْرِيِّ: مَعْمَرٌ وَمَالِكٌ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَشُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ) بالحَاء المُهمَلة والزاي (¬6) واسْمه دينار القرشي الأمَوي ثقة حافظ (¬7).
(وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ وَغَيْرُهُمْ) عَن الزهري (لَمْ يَذْكُرُوا الوَقْتَ الذِي صَلَّى فِيهِ وَلَمْ يُفَسَّرُوهُ وكذَلِكَ) (¬8) لم يَذكرهُ ابن مَاجَه في روَايته (¬9)، وكذَلك
¬__________
(¬1) انظر: "المبسوط" للسرخسي 1/ 294 - 295.
(¬2) سقط من (م).
(¬3) أخرجه البخاري (1682)، ومسلم (1289) (292). وسيأتي تخريجه تفصيلًا عند الكلام عليه.
(¬4) في (م): في المزدلفة عقب مزدلفة.
(¬5) من (د).
(¬6) سقط من (د).
(¬7) "تهذيب التهذيب" (3262).
(¬8) أما رواية معمر عن الزهري فأخرجها أحمد 4/ 120، وأما رواية مالك فهي في "الموطأ" (1)، وأما رواية ابن عيينة فأخرجها الحميدي في "مسنده" (451)، وأما رواية شعيب بن أبي حمزة فأخرجها البخاري (4007) مختصرة.
(¬9) "سنن ابن ماجه" (668) وهي رواية الليث عن ابن شهاب.

الصفحة 114