كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 3)
وللمصَنف (¬1): "إذا أتى الشيطان أحَدكم فَقَال: إنك قد أحدَثت فليقل لهُ: كذبت" (¬2) فأمَرَ النَّبي -صلى الله عليه وسلم- بتكذيب الشيطان فيما يحتمل صدقه، فكيفَ إذا كانَ كذبه مَعْلومًا متيقنًا كقوله للحَائض: هذا الثوب فيه أثر دَم لم (¬3) تنظريه فصَلَاتك بَاطِلة، فيُستحبُ لهَا أن تقول لهُ: كذبتَ. وظاهِر هذا أنَّ (¬4) مخاطبة الشيَطان بكلام الآدميِّين لا تبطل الصَّلاة.
(بِالْمَاءِ) فيه دلَالة عَلى أن الماء هوَ أدَاة التطهير مِنَ النجاسَة المتيقنة (¬5) والمشكوكة.
(ثُمَّ لْتُصَلِّي) (¬6) بكسر اللام وسُكونها، لُغتان قرئ بهما في السَبع في قوله تعالى: {ثُمَّ لْيَقْطَعْ} (¬7) فمن كسَر اللام فعَلى الأصل ومن سكن قصَدَ التخفيف (¬8).
[362] (ثَنَا مُسَدَّدٌ، قال: ثَنَا حَمَادٌ) بن سَلمة (ح وَثَنَا مُسَدَدٌ، ثَنَا عِيسَى (¬9) بْنُ يُونُسَ) بن أبي إسحاق أحَد الأعلام في الحفظ، عَن حَمَّاد بن سَلَمَةَ.
¬__________
(¬1) في (م): المصنف.
(¬2) "سنن أبي داود" (1029). وضعفه الألباني في "ضعيف سنن أبي داود" (188).
(¬3) في (ص، س): ثم.
(¬4) من (د، م).
(¬5) في (ص): المنتقية. وفي (م): المنتفية.
(¬6) انظر تخريج الحديث السابق.
(¬7) الحج 15.
(¬8) أما كسر اللام فرواية ورش، وقراءة أبي عمرو، وابن عامر. والباقون بالسكون للتخفيف. انظر: "إتحاف فضلاء البشر" (ص 397).
(¬9) كتب فوقها في (د): ع.
الصفحة 22
704