كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 3)

[في: "لها"] (¬1) متَعلق بفعْل، وأما مَن يقول: إنه مُتعَلق باسْم. قال الفاكهي: فليسَ من هذا البَاب لكَونهما مُفردين.
(الطَّعَامَ) المرادُ بالطعَام هنا مَا عَدَا اللبَن الذي يرتضعهُ (¬2) والتمر الذي يُحَنَّك به، والعَسَل الذي يلعَقه للِمدَاوَاة وغَيرها، وأطلق النوَوي في "الروضة" تبعًا للرافعي: أنه لم يُطعم ولم يشرب غَير اللبَن (¬3)، وقال في "نكت التنبيه" المراد أنه لم يَأكل غَير اللبَن وغَير ما يحنك بهِ ومَا أشبَهَهُ (¬4)، وحمل مُوَفق الدين الحَموي في "شرح التنبيه" قولهُ لمْ يأكل عَلى ظاهِرِهِ، فقال مَعناهُ: لم يَستقل بجعل الطعَام في فيه، والأول أظهر، وبه جَزمَ مُوَفق الدين بن قدامة وغَيره (¬5).
وقال ابن التين: يحتمل أنهَا أرَادت أنه لم يقوت (¬6) بالطعَام، و (¬7) لم يسَتغن عَن الرضَاع ويحتمل أنهَا إنما جَاءت به عندَ ولادَته ليحنكهُ - صلى الله عليه وسلم - فَيُحْمَل (¬8) النفي عَلَى عمومه (¬9).
(فَأَجْلَسَهُ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -) أي: وَضعه إن قلنا إنه كان كما ولد ويحتمل
¬__________
(¬1) من (د).
(¬2) في (م): يضعه.
(¬3) "روضة الطالبين" 1/ 31.
(¬4) قول النووي في "نكت التنبيه" مشابه لقوله في "الروضة"، وإنما قال ما نقله المصنف عنه في "تهذيب الأسماء واللغات" 2/ 432.
(¬5) "فتح الباري" 1/ 390.
(¬6) في "الفتح": يَتَقَوَّتْ.
(¬7) زاد في (م): لو.
(¬8) في (ص): فيحتمل.
(¬9) "فتح الباري" 1/ 390.

الصفحة 46