كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 3)

فيها على الحصر كما قال لهن [حين حججن معه] (¬1) "هذِه، وظهور الحصر" (¬2)، وهذِه الأوجه الثلاثة مذكورة في قوله تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} (¬3) وعلى القول من قرَّ بتشديد الراء يقر فكان أصله التشديد لكن حذفت إحدى الراءين كما حذفت إحدى اللامين في قولك (¬4): طلبه فرارًا (¬5) من التكرير (¬6)، وقيل في الآية أنه أقر من الوقار، أي: كن (في بيوتكن) أهل وقار وسكن، بدليل قوله بعده (¬7): {وَلَا تَبَرَّجْنَ} (¬8) (فإن الله تعالى يرزقك الشهادة) وفي رواية: "فإن الله مُهدٍ لك الشهادة" (¬9) بضم الميم وتنوين الدال من أهدى له (فكانت تسمى الشهيدة) بين قومها.
(قال: وكانت قد قرأت القرآن) كله (فاستأذنت النبي - صلى الله عليه وسلم - أن تتخذ في دارها مؤذنًا فأذن لها) وفي بعضها: "يؤذن لها" فيه دليل على أنها كانت تؤم أهل بيتها في الفرائض؛ فإن الأذان إنما شرع في الفرائض.
(قال: وكانت دبرت غلامًا لها وجارية) فيه دليل على جواز تدبير الغلام والجارية وأنها كانت (¬10) مشهورة عندهم، وقد دبر ابن عمر
¬__________
(¬1) في (ص، س، ل): حيث حججه. وفي (م): حجبن. ولعل المثبت الصواب.
(¬2) رواه أبو داود (1722) بلفظ: (ثم) بدلا من (و).
(¬3) الأحزاب: 33.
(¬4) في (م): قوله.
(¬5) في (م): قرانا.
(¬6) في (ص): التكبير.
(¬7) في (ص، س): بعده.
(¬8) الأحزاب: 33.
(¬9) "حلية الأولياء" 2/ 63.
(¬10) من (م). وفي بقية النسخ: كان.

الصفحة 650