كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 3)

جاريتين وكان يطؤهما، ذكره مالك في "الموطأ" (¬1) عن نافع والشافعي (¬2) (¬3).
(فقاما إليها بالليل فغماها) [بفتح الغين وتشديد الميم وأصل الغم التغطية، ومنه قيل للحزن: غمٌّ؛ لأنه يغطي السرور (بقطيفة (¬4) لها) وضعاها على فمها وأنفها وهي دثارٌ له حمل (حتى ماتت وذهبا) عنها] (¬5) لعلهما غماها استعجالًا للعتق عن التدبير بأنهما يعتقان وإن ماتت (¬6) بقتلهما كما أن الدين يحل إذا قتل صاحب الدين المديون.
(فأصبح عمر فبلغه ذلك، فقام في الناس) حيث (¬7) لم يعلم من قتلها (فقال من عنده من هذين علم أو من رآهما فليجئ بهما) فإنهما هربا، فأمر بطلبهما فأدركا، فأتي بهما (فصلبا، فكانا أول مصلوب) وفي رواية: فكانا أول مصلوبين (¬8) (في المدينة) فيه أن من قتل بخنق أو غم أو رمي به من شاهق أنه يصلب على خشبة ونحوها، ولم أجد أحدًا قال به، والمشهور في مذهب (¬9) الشافعي لأنه عمل (¬10) يقتص منه بمثل فعله، ويراعي الكيفية
¬__________
(¬1) "الموطأ" 2/ 814.
(¬2) أخرجه البيهقي في "الكبرى" من طريق الشافعي عن مالك به. 10/ 315.
(¬3) في (م): للشافعي.
(¬4) في (ص): تغطيته.
(¬5) تأخرت العبارة في (م)، وجاءت بعد قوله: المديون.
(¬6) في (م): مات.
(¬7) في (س): حين.
(¬8) "مسند أحمد" 6/ 405.
(¬9) في (م): مذاهب.
(¬10) في (ص): عمد، وفي (س): من عمد.

الصفحة 651