كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 3)
عمار بن ياسر - رضي الله عنه - بالمدائن) تقدم (فأقيمت الصلاة فتقدم عمار وقام على دكان) أي مسطبة كما تقدم (يصلي (¬1) والناس) يصلون (أسفل) بالنصب على الظرفية كقوله تعالى: {وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ} (¬2) (منه فتقدم حذيفة) بن اليمان (¬3) (فأخذ على يديه) أي تناوله وجبذه. فيه النهي عن المنكر باليد والمبادرة إليه وهو في الصلاة ولم يمهله حتى فرغ منها.
(فاتَّبعَهُ) فيه التخفيف والتشديد لغتان قرئ بهما في السبع (عمار) في ما جبذه (حتى أنزله حذيفة) عن الدكان وفيه متابعة المصلي من نهاه عما لا يجوز في الصلاة وانقياده (¬4) إلى الخير، والفعل القليل في الصلاة لا يبطلها لا سيما إن كان ترك منهيٍّ عنه أو لحاجة.
(فلما فرغ عمار من صلاته قال له حذيفة: ألم تسمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: إذا أم الرجل القوم فلا يقم في مكان أرفع من مقامهم أو (¬5) نحو ذلك) من الألفاظ (قال عمار: لذلك اتبعتك) بتخفيف المثناة وفيها قراءتان في السبع (حين أخذت على يدَيَّ) بتشديد آخره على التثنية.
وروى الطبراني عن عبد الله بن مسعود أنه كره أن يؤمهم على المكان المرتفع ورجاله رجال الصحيح (¬6).
¬__________
(¬1) من (م). وفي بقية النسخ: فصلى.
(¬2) الأنفال: 42.
(¬3) بدأ من هنا سقط في (ص)، وسنشير إليه عند انتهائه.
(¬4) في (س): والعبادة.
(¬5) في (م): و.
(¬6) "المعجم الكبير" (9561)، وقال الهيثمي في "المجمع" 2/ 211: رجاله رجال الصحيح.
الصفحة 670
704