كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 3)
اليوم يدل على أنها كانت ظهرًا أو عصرًا (وهو قاعد) قال القاضي عياض: يحتمل أنه كان أصابه من السقطة رض في الأعضاء منعه من القيام (¬1). قال ابن حجر: وليس كذلك إنما كانت قدمه منفكة كما في رواية بشر بن المفضل عن حميد، عن أنس عند الإسماعيلي، وكذا لأبي داود وابن خزيمة من رواية أبي سفيان عن جابر، وأما رواية يزيد عن حميد عن أنس: جُحش ساقه أو كتفه فلا ينافي كون قدمه انفكت (¬2)؛ لاحتمال الأمرين (¬3).
(فصلينا وراءه قعودًا) ظاهره (¬4) مخالف لحديث عائشة الآتي: فصلى وراءه قومٌ قيامًا فأشار إليهم أن اجلسوا، والجمع بينهما أن رواية هذا الحديث فيها اختصار، وكأنه اقتصر على ما آل إليه الحال بعد أمره لهم بالجلوس (فلما انصرف) من صلاته، وإلا فهو في بيته بسبب مرضه (قال: إنما جعل الإمام) المفعول (¬5) الثاني لجَعَلَ محذوف؛ لأنها في معنى صُيِّر (¬6) فيتعدى إلى مفعولين، والتقدير: إنما جعل الإمام إمامًا (ليؤتم) أي ليقتدى (به) في أفعاله وأقواله، ومعنى الحصر بإنما ظاهر.
(فإذا صلى قائمًا فصلوا قيامًا) الفاء في قوله: "فصلوا" وكذا ما بعدها
¬__________
(¬1) "إكمال المعلم" 2/ 311.
(¬2) في (س): القلب.
(¬3) "فتح الباري" 2/ 209.
(¬4) من (م)، وفي بقية النسخ: ظاهر.
(¬5) في (س): المحذوف.
(¬6) في (س، ل): غير.
الصفحة 679
704