كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 3)
للتأكيد، لكن توكيد لضمير مقدر منصوب كأنه قال: عنيتكم (¬1) أجمعين، ولا يخفى ما فيه من البعد.
[602] (ثنا عثمان بن أبي شيبة) قال: (ثنا جرير) بفتح الجيم (ووكيع، عن الأعمش، عن أبي سفيان) طلحة بن نافع، روى له البخاري مقرونًا بغيره وبقية الجماعة (عن جابر - رضي الله عنه - قال: ركب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرسًا بالمدينة) وأتى الغابة (¬2) فسقط عن فرسه وفي هذا الشهر دفَّت دافَّةُ بني عامر ابن صعصعة فأمرهم أن لا يدخروا من ضحاياهم شيئًا ليواسوا (¬3) المحتاجين، ثم قال لهم: "كلوا وادخروا بعد ثلاث" (¬4) فهذان النقلان يدلان على أنه انقطع غير مرة وصلى بهم جالسًا ساكتًا غير مرة من سقطه، وأن أمرهم (¬5) بالصلاة خلفه جلوسًا مقدم على قصة الصديق وصلاته بالناس.
(فصرعه) صرع الرجل عن دابة (¬6) إذا سقط عن ظهرها، فيه ركوب الخيل لأهل الفضل والدين لما في ذلك من العزة والعون على الجهاد في سبيل الله كما ركب - صلى الله عليه وسلم - فرسًا لأبي طلحة عريانًا (¬7) (على جذم) بكسر
¬__________
(¬1) في (م): أعنيكم. وفي (س، ل): أعنيتكم.
(¬2) في (س): العالية.
(¬3) في (ص، س، ل): ليساووا. وفي (م): ليساروا. والمثبت مستفاد من الشروح وهو الأليق.
(¬4) سيأتي تخريجه لاحقًا إن شاء الله تعالى.
(¬5) في (م): أمره لهم.
(¬6) في (ل): دابته.
(¬7) يعني أن الفرس كان بلا سرج، وسيأتي تخريج الحديث في حينه إن شاء الله تعالى.
الصفحة 683
704