كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 3)
المكتوبة (وهو جالس، وصلى وراءه قومٌ قيامًا) نصب قيامًا على الحال من الفاعل وهو قوم، وفيه شاهد لقول سيبويه إن الحال يكون من النكرة بلا مسوغ من صفة ونحوها وإن كان في غير الشعر (¬1) قليلًا، كقولهم: عليه مائة بِيضًا أي مائة درهم بِيضًا بكسر الباء جمع أبيض (¬2)، لكن مذهب يونس والخليل أن ما سمع من ذلك لا يقاس عليه (¬3).
(فأشار إليهم أن اجلسوا) أن المفتوحة في هذا الحديث تفسيرية تسبق ما في "أشار" من معنى القول دون حروفه فهو مثل {فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ} (¬4)، ويدل لكون الإشارة فيها معنى القول قول الشاعر:
أشارت بطرف العين خيفة أهلها ... إشارة مذعور ولم تتكلم
فأيقنت أن الطرف قد قال مرحبًا ... وأهلًا وسهلًا بالحبيب المتيم
(فلما انصرف) من الصلاة وإلا فهو في بيته شاكٍ.
(قال: إنما جُعل الإِمام ليؤتم به، فإذا ركع فاركعوا) وإذا رفع فارفعوا، وفي الحديث دلالة على أن الإشارة المفهمة باليد لا تبطل الصلاة، وأن إشارة الإِمام قائمة مقام إشارة الأخرس بجامع ما بينهما من المنع من الكلام باللسان، وكذا إشارة غير الإِمام حتى لو تبايعا
¬__________
(¬1) في (س): السفر.
(¬2) سقط من (م).
(¬3) انظر: "الكتاب" 1/ 272.
(¬4) المؤمنون: 27.
الصفحة 695
704