كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 3)

رَسُولُ اللِه - صلى الله عليه وسلم -: أَمَّنِي جِبْرِيلُ عِنْدَ) باب (البَيْتِ) وأنكر النوَوي على القفال (¬1) في قوله في هذا الخَبرَ عندَ بَاب البَيت. وقالَ: المعرُوف (عندَ البَيت) كما رَوَاهُ أبُو دَاود وغَيره (¬2). وليسَ اعتراضه بجَيد؛ لأن الشافعي رَوَاهُ هَكَذَا قالَ: أنَا عَمْرو بن أبي سَلمة، عَن عَبد العَزيز، عَن عبْد الرحمَن بن الحَارث، وفيه: "أمني جبريل عند بَاب البَيت" (¬3) وهُكذَا رَوَاهُ البيهقي (¬4)، والطَحاوي في "مشكل الآثار" (¬5) لكن في هذا الحَديث مِنَ النكارة صَلاته إلى البَيْت مَعَ أنهُ - صلى الله عليه وسلم - كانَ يَستقبل بَيت المقدس قبَل الهجرة، إلا أن يُقَال: لَا يلزم من قوله: (عندَ البَيت) أن تكونَ صَلاته إلى البَيْت (مَرَّتَينِ فَصَلَّى بِيَ الظُّهْرَ) هذا هوَ المشهور: الابتدَاء بالظُهر، لكن في روَاية أبي هُريرَة عندَ النسَائي، قالَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هذا جبريل جَاء يُعَلمكم دينكم" فصَلى الصُبح حينَ طَلعَ الفَجْر (¬6) الحَديث.
ورَوَاهُ ابن أبي خيثمة (¬7) في "تاريخه" عن أحمد بن محمَّد، ثنا إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق (¬8) عَن عتبة بن مُسلم، عَن نَافع بن جبير وكانَ
¬__________
(¬1) كذا في (ص، ل، س)، وفي (م، د): الغزالي. والنووي إنما أنكر ذلك على الشيرازي صاحب "المهذب"، انظر: "المجموع شرح المُهَذب" 3/ 18 - 19.
(¬2) "المجموع" 3/ 18 - 19.
(¬3) "مسند الشافعي" ص 26.
(¬4) "معرفة السنن والآثار" 1/ 397 - 398 وفيه: "أتاني جبريل عند باب البيت".
(¬5) لم أجده في "مشكل الآثار"، وهو في "شرح معاني الآثار" 1/ 146.
(¬6) "سنن النسائي" 1/ 249.
(¬7) في (ص): حبيب.
(¬8) في (ص): أبي أسماء.

الصفحة 98