كتاب الخلافيات بين الإمامين الشافعي وأبي حنيفة وأصحابه ت النحال (اسم الجزء: 3)

قَالَ: "فَلَا يَأْتُوهُمْ (¬1) ". قُلْتُ: وَرِجَالٌ مِنَّا يَخُطُّونَ (¬2). فَقَالَ: "قَدْ كَانَ نَبِيٌّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ يَخُطُّ، فَمَنْ وَافَقَ خَطُّهُ خَطَّهُ فَذَاكَ (¬3) ".
قَالَ: وَبَيْنَا أَنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي الصَّلَاةِ إِذْ عَطَسَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ، فَقُلْتُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، فَحَدَّقَنِي الْقَوْمُ بِأَبْصَارِهِمْ، فَقُلْتُ: وَاثُكْلَ أُمِّيَاهْ، مَا لَكُمْ تَنْظُرُونَ إِلَيَّ؟ قَالَ: فَضَربُوا بِأَيْدِيهِمْ عَلَى أَفْخَاذِهِمْ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ يُسَكِّتُونَنِي (¬4) لَكِنِّي سَكَتُّ. قَالَ: فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ صَلَاتِهِ بِأَبِي وَأُمِّي مَا رَأَيْتُ مُعَلِّمًا قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ أَحْسَنَ تَعْلِيمًا مِنْهُ، وَاللَّهِ مَا كَهَرَنِي (¬5) وَلَا سَبَّنِي وَقَالَ: "إِنَّ صَلَاتَنَا هَذِهِ لَا يَصْلُحُ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ كَلَامِ النَّاسِ، إِنَّمَا هِيَ التَّكْبِيرُ وَالتَّسْبِيحُ وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ".
لَفْظُ حَدِيثِ (¬6) أَحْمَدَ بْنِ سَلَمَةَ.
أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ (¬7).
وَقَدْ رُوِّينَا عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَسْتَفْتِحُ صَلَاتَهُ بِالتَّكْبِيرِ (¬8)، وَإِذَا كَانَ التَّكْبِيرُ فَاتِحَةَ الصَّلَاةِ كَانَ مِنْهَا، كَمَا أَنَّ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ مِنَ الْكِتَابِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
¬__________
(¬1) تحرفت في (ق) إلى: "يضربهم".
(¬2) الخط: الضرب في الرَّمْل.
(¬3) في (س): "فمن وافق خطه فذاك".
(¬4) في النسخ: "يسكتوني" والمثبت الجادة.
(¬5) تحرفت في (س) إلى: "ما كره قربي" غير منقوطة. والكهر: الانتهار.
(¬6) في (س): "هذا حديث".
(¬7) صحيح مسلم (2/ 71).
(¬8) أخرجه مسلم في الصحيح (2/ 54).

الصفحة 151