كتاب الخلافيات بين الإمامين الشافعي وأبي حنيفة وأصحابه ت النحال (اسم الجزء: 3)

وَهَذَا إِنَّمَا قَالَهُ الشَّافِعِيُّ - رضي الله عنه - لِمَا عُلِمَ مِنْ مَذْهَبِ أَهْلِ الْكُوفَةِ فِي أَخْذِهِمُ الْحَدِيثَ عَنْ كُلِّ ضَرْبٍ، وَالتَّدْلِيسِ لِمَا لَمْ يَسْمَعُوا، أَوْ سَمِعُوهُ مِنْ مَجْهُولٍ أَوْ مَطْعُونٍ فِيهِ، وَهَذَا أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ يَقُولُ: لَيْسَ أَبُو عُبَيْدَةَ حَدَّثَنَا، وَلَكِنْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَسْوَدِ عَنْ أَبِيهِ (¬1)، وَهَذَا إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ يَقُولُ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ فِي أَحَادِيثَ سَمِعَهَا مِنْ أَقْوَامٍ مَجْهُولِينَ، وَكَذَلِكَ الْأَعْمَشُ فَمَنْ بَعْدَهُمْ.
[2027] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمُّويَهِ الدَّقِيقِيُّ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الطَّيَالِسِيُّ، حَدَّثَنِي خَلَفُ بْنُ سَالِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عِدَّةً مِنْ مَشَايِخِ أَصْحَابِنَا تَذَاكَرُوا (¬2) التَّدْلِيسَ وَالْمُدَلِّسِينَ، فَأَخَذْنَا فِي تَمْيِيزِ أَخْبَارِهِمْ، فَاشْتَبَهَ عَلَيْنَا تَدْلِيسُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ النَّخَعِيِّ؛ لِأَنَّ الْحَسَنَ كَثِيرًا مَا يُدْخِلُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَصْحَابِهِ أَقْوَامًا مَجْهُولِينَ، وَرُبَّمَا دَلَّسَ عَنْ مِثْلِ عُتَيِّ بْنِ ضَمْرَةَ، وَحَنِيفٍ (¬3)، وَدَغْفَلِ بْنِ حَنْظَلَةَ، وَأَمْثَالِهِمْ، وَإِبْرَاهِيمُ أَيْضًا يُدْخِلُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ مِثْلَ: هُنَيِّ بْنِ نُوَيْرَةَ، وَسَهْمِ بْنِ مِنْجَابٍ وخُزَامَةَ (¬4)
¬__________
(¬1) معرفة علوم الحديث للحاكم (ص 350).
(¬2) هنا في معرفة علوم الحديث زيادة: "كثرة".
(¬3) كذا ثبت في الأصل، وفي معرفة علوم الحديث: "وحَنيف بن المُنْتجِب". وأشار المحقق أنه في حاشية: (هـ، ع): "قال شيخنا قال المؤتمن - يعني الساجي -: إنما هو حنتف بن السجف". اهـ. وفي (هـ، م) عن ابن الصلاح: "الصواب حَنْتَف بن السجف". اهـ.
قلتُ: ضبطه الخطيب في تلخيص المتشابه (1/ 501): "بفتح الحاء وبعدها نون ساكنة وتاء مفتوحة معجمة باثنتين من فوقها". اهـ.
(¬4) قوله: "وخزامة" كذا ثبت في النسخة الخطية بالخاء، وفي معرفة علوم الحديث للحاكم: "وحزامة" بالحاء المهملة، وأشار المحقق أنه في نسخة (ر): "جذامة".
وترجمه العراقي في ذيل الميزان (ص 182) نقلًا عن المدخل للبيهقي - ضمن الجزء =

الصفحة 23