كتاب الخلافيات بين الإمامين الشافعي وأبي حنيفة وأصحابه ت النحال (اسم الجزء: 3)

مَسْأَلَةٌ (129): وَتَرْجَمَةُ الْقُرْآنِ عِنْدَنَا لَيْسَتْ بِقُرْآنٍ تُجْزِئُ بِهَا الصَّلَاةُ (¬1).
وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: إِنَّهَا تَقُومُ مَقَامَ الْقُرْآنِ فِي جَوَازِ الصَّلَاةِ بِهَا (¬2).
[2355] حدثنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أنا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْبَصْرِيُّ بِمَكَّةَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، ثنا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي الْحَكَمُ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَتَاهُ جِبْرِيلُ - عليه السلام - وَهُوَ عِنْدَ أَضَاةِ بَنِي غِفَارٍ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْتَ وَأُمَّتَكَ أَنْ تَقْرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى حَرْفٍ وَاحِدٍ (¬3).
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَسْأَلُ اللَّهَ مُعَافَاتَهُ وَمَغْفِرَتَهُ، إِنَّ أُمَّتِي لَا تُطِيقُ هَذَا".
ثُمَّ عَادَ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْتَ وَأُمَّتَكَ أَنْ تَقْرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى حَرْفَيْنِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ أُمَّتِي لَا تُطِيقُ هَذَا".
ثُمَّ عَادَ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْتَ وَأُمَّتَكَ أَنْ تَقْرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى ثَلَاثَةِ أَحْرُفٍ. فَقَالَ: "أَسْأَلُ اللَّهَ مُعَافَاتَهُ وَمَغْفِرَتَهُ، إِنَّ أُمَّتِي لَا تُطِيقُ ذَلِكَ".
¬__________
(¬1) انظر: الحاوي الكبير (2/ 97)، ونهاية المطلب في دراية المذهب (2/ 202)، وفتح العزيز بشرح الوجيز (1/ 501)، والمجموع (3/ 340 - 343)، ونهاية المحتاج إلى شرح المنهاج (1/ 485).
(¬2) انظر: الأصل للشيباني (1/ 39)، والمبسوط للسرخسي (1/ 37)، وبدائع الصنائع (1/ 113)، والهداية في شرح بداية المبتدي (1/ 48)، وتبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (1/ 110)، والبناية شرح الهداية (2/ 176).
(¬3) قوله: "واحدٍ" ليس في (س).

الصفحة 232