كتاب الخلافيات بين الإمامين الشافعي وأبي حنيفة وأصحابه ت النحال (اسم الجزء: 3)

الْعَصْرَ (¬1) بَعْدَ مَا غَابَتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ صَلَّى الْمَغْرِبَ بَعْدَهَا.
أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحِ (¬2) مِنْ حَدِيثِ وَكِيعٍ، وَلَيْسَ فِيهِ أَنَّهُ صَلَّى الْمَغْرِبَ قَبْلَ الْعَصْرِ، ثُمَّ نَقَضَهَا بَعْدَ فَرَاغِهِ مِنَ الْعَصْرِ.
[2043] وقد أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَعْبِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ صُبَيْحٍ، عَنْ شُتَيْرِ بْنِ شَكَلٍ، عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يوْمَ الْأَحْزَابِ: "شَغَلُونَا عَنِ الصَّلَاةِ الْوُسْطَى - صَلَاةِ الْعَصْرِ - مَلَأَ اللَّهُ بُيُوتَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَارًا". ثُمَّ صَلَّى (¬3) بَيْنَ الْعِشَاءَيْنِ؛ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ (¬4).
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ (¬5).
فَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ مَا رُوِيَ فِي حَدِيثِ جَابِرٍ فَعَلَهُ فِي يَوْمٍ، وَالَّذِي رَوَيْنَا فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ فَعَلَهُ فِي يَوْمٍ آخَرَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
وَفِي الْمَسْأَلةِ طَرِيقَةٌ أُخْرَى، وَهِيَ أَنْ يُدَلَّ عَلَى سَعَةِ وَقْتِ الْقَضَاءِ بِمَا (¬6):
¬__________
= وأبو حاتم والبكري وقال: لا يجوز غيره، وقرأت بخط أبي الطيب أحمد ابن أخي محمد الشافعي وخطه حجة: بَطْحان، بفتح أوله وسكون ثانيه. وهو وادٍ بالمدينة، وهو أحد أوديتها الثلاثة، وهي العقيق وبطحان وقناة". معجم البلدان (1/ 446).
(¬1) في النسخة الخطية: "وصلى المغرب"، والمثبت من المختصر لابن فرح (2/ 148).
(¬2) صحيح البخاري (2/ 15)، صحيح مسلم (2/ 113).
(¬3) كذا في النسخ، وفي السنن الكبير للمؤلف (4/ 180)، والمختصر (2/ 149): "صلاها".
(¬4) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (5/ 514).
(¬5) صحيح مسلم (2/ 112).
(¬6) كتب ناسخ النسخة الخطية على الطرة: "قال: هذا الحديث كان مكتوبًا في آخر المجلد فسمعناه ونقلته إلى ها هنا لأني رأيته يليق بهذا الموضع، واللَّه أعلم".

الصفحة 33