كتاب الخلافيات بين الإمامين الشافعي وأبي حنيفة وأصحابه ت النحال (اسم الجزء: 3)
النَّاسَ، فَلَوْ أَمَرْتَ عُمَرَ، فَقَالَتْ لَهُ (¬1)، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّكُنَّ لَأَنْتُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ، مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ".
قَالَتْ: فَأَمَرُوا أَبَا بَكْرٍ فَصَلَّى بِالنَّاسِ (¬2)، قَالَتْ: فَلَمَّا دَخَلَ فِي الصَّلَاةِ وَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ نَفْسِهِ خِفَّةً، قَالَتْ: فَقَامَ يُهَادَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ، وَرِجْلَاهُ تَخُطَّانِ فِي الْأَرْضِ. قَالَتْ: فَلَمَّا دَخَلَ الْمَسْجِدَ سَمِعَ أَبُو (¬3) بَكْرٍ - رضي الله عنه - حِسَّهُ ذَهَبَ يَتَأَخَّرُ (¬4)، فَأَوْمَى إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: قُمْه (¬5) مَكَانَكَ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى جَلَسَ عَنْ يَسَارِ أَبِي بَكْرٍ - رضي الله عنه -. قَالَتْ: فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي بِالنَّاسِ جَالِسًا، وَأَبُو بَكْرٍ قَائِمًا، يَقْتَدِي أَبُو بَكْرٍ بِصَلَاةِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وَيَقْتَدِي النَّاسُ بِصَلَاةِ أَبِي بَكْرٍ.
أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ قُتَيْبَةَ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ (¬6). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى (¬7).
حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي بَكْرَةَ - رضي الله عنهما - قَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي مَسْأَلَةِ الْجُنُبِ إِذَا صَلَّى بِقَوْمٍ (¬8)؛ فَإِنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - لَمَّا خَرَجَ لِلطَّهَارَةِ بَقُوا هُمْ (¬9) فِي الصَّلَاةِ مُنْفَرِدِينَ إِلَى أَنْ رَجَعَ، وَعَلَّقُوا صَلَاتَهُمْ عَلَى صَلَاتِهِ.
¬__________
(¬1) من قوله: "فقال: "مروا أبا بكر فليصل"" إلى هنا ليس في (س).
(¬2) عبارة: "قالت: فأمروا أبا بكر فصلى بالناس" ساقطة من (س).
(¬3) في (س): "أبا".
(¬4) في (س): "تأخر"، وفي السنن الكبير: "ليتأخر"، وفي البخاري: "ذهب أبو بكر يتأخر".
(¬5) كذا في النسخ الخطية بهاء السكت، وضبطه في (ق) بضم أوله. وفي السنن الكبير "قُمْ"
(¬6) صحيح البخاري (1/ 144).
(¬7) صحيح مسلم (2/ 22).
(¬8) انظر مسألة رقم (130).
(¬9) تحرفت في (س) إلى: "بقولهم".