كتاب الخلافيات بين الإمامين الشافعي وأبي حنيفة وأصحابه ت النحال (اسم الجزء: 3)

وَقَدْ ثَبَتَ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ سَجَدَ فِي الْمُفَصَّلِ وَهُوَ بِالْمَدِينَةِ (¬1)، فَإِنْ صَحَّ حَدِيثُ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَكَأَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَدَعُهَا مَرَّةً وَيَسْجُدُهَا أُخْرَى، وَفِي ذَلِكَ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّهَا غَيْرُ وَاجِبَةٍ.
[2137] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ، ثنا الْحُسَيْنُ (¬2) بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، ثنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْقَاضِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، ثنا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، [عَنْ] (¬3) مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (¬4) بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - سَجَدَ فِي النَّجْمِ، وَسَجَدَ النَّاسُ مَعَهُ، إِلَّا رَجُلَيْنِ أَرَادَا أَنْ يُشْهَرَا (¬5)
قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: وَالرَّجُلَانِ لَا يَدَعَانِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ الْفَرْضَ، وَلَوْ تَرَكَاهُ أَمَرَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِإِعَادَتِهِ (¬6).
وَرَوَى عَطَاءُ (¬7) بْنُ يَسَارٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ أَنَّهُ قَرَأَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى} (¬8) فَلَمْ (¬9) يَسْجُدْ.
أَخْرَجَاهُ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ قُسَيْطٍ عَنْهُ (¬10).
¬__________
(¬1) في (س): "وهو في المدينة".
(¬2) كذا في النسخ، وصوابه: "الحسن"، كما في السنن الكبير، ومصادر ترجمته، وسائر أسانيد المؤلف.
(¬3) في (س): "ابن" والمثبت من السنن الكبير (4/ 483) ومختصر الخلافيات (2/ 177).
(¬4) قوله: "عن محمد بن عبد الرحمن" سقط من (ق).
(¬5) في النسخ الخطية: "يشهدا"، والمثبت من السنن الكبير.
(¬6) اختلاف الحديث، الملحق بالأم (10/ 48).
(¬7) في (س): "ورُوي عن عطاء".
(¬8) سورة النجم (آية: 1).
(¬9) في (س): "ولم".
(¬10) صحيحا البخاري ومسلم (2/ 41)، (2/ 88).

الصفحة 91