كتاب النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة (اسم الجزء: 3)

خمس وعشرون سنة ومعهما أبوهما؛ والالتصاق كان في الجنب، ولهما بطنان وسرّتان ومعدتان، وتختلف أوقات جوعهما وعطشهما وبولهما، وكلّ واحد منهما يكمل الخلق، وكان أحدهما يميل الى النساء والآخر الى المرد. وقال القاضى [علىّ بن الحسن «1» التنوخىّ] : ومات أحدهما وبقى أيّاما وأنتن وأخوه حىّ. فجمع ناصر الدولة الأطباء على أن يقدروا على فصلهما فلم يقدروا؛ ومات الآخر من رائحة الميّت بعد أيّام. وفيها قتل ملك الروم وصار الدّمستق هو الملك واسمه تقفور. وفيها توفّيت خولة أخت سيف الدولة بن حمدان بحلب؛ وهى التى رثاها المتنبى بقوله:
يا أخت خير أخ يا بنت خير أب ... كناية بهما عن أشرف النّسب
وفيها انتصرت الرّوم على الإسلام بكائنة «2» حلب وضعف أمر سيف الدولة بعد تلك الملاحم الكبار التى طيّر فيها لبّ العدوّ ومزّقهم. ولله الأمر.
وفيها خرج أيضا سيف الدولة غازيا، فسار الى حرّان «3» وعطف على ملطية، وقتل من الروم خلائق وملأ يده سبيا وغنائم، ولله الحمد. وفيها في شعبان ورد غزاة خراسان نحو ستمائة رجل الى الموصل يريدون الجهاد نجدة لأهل الموصل.
وفيها عبرت الروم الفرات لقصد الجزيرة؛ فتهيّأ ناصر الدولة بن حمدان لقتالهم. وفيها اجتمع أهل بغداد ووبّخوا الخليفة المطيع لله بكائنة حلب، وطلبوا منه أن يخرج بنفسه الى الغزو ويأخذ بثأر أهل حلب. وبينما هم في ذلك ورد الخبر بموت طاغية الرّوم وأن الخلف وقع بينهم فيمن يملّكونه عليهم، وأن أهل طرسوس غزوهم وانتصروا

الصفحة 335