كتاب النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة (اسم الجزء: 3)

إلى موضع يقال له البرطون ومعنا «1» شخص يصطاد السمك، فاصطاد سمكة نحوا من شبر وأقل، فرأينا على صفحة أذنها اليمنى مكتوبا: «لا إله إلا الله» وفي اليسرى:
«محمد رسول الله» ، فقذفناها في البحر ومنعنا الناس أن يصطادوا من ذلك الموضع.
وفيها توفّى العلاء بن صاعد أبو عيسى البغدادىّ الكاتب، كان يتعاطى علم النجوم، فحبسه الموفّق؛ فقال لأصحابه: طالع الوقت يقتضى أنّ بعد ثلاثة عشر يوما أخرج من الحبس وأعود إلى منزلى، وكان مريضا فمات بعد ثلاثة عشر يوما في الحبس، فدفع إلى أهله ميّتا؛ قيل: إنه رأى النّبيّ صلى الله عليه وسلم في المنام في مرضه فقال:
يا رسول الله، ادع الله «2» أن يهب لى العافية، فأعرض عنه يمينا وشمالا وهو يقول ذلك، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلّم: لا أفعل؛ فقال: يا رسول الله، ولم؟
قال: لأنّ أحدكم يقول أعلّنى المرّيخ وأبرأنى المشترى. وفيها توفّى محمد بن عبد الله ابن عمّار بن سوادة أبو جعفر الفقيه المخرّمىّ «3» ، ولد سنة اثنتين وستين ومائة، وكان حافظا كثير الحديث سمع سفيان بن عيينة وغيره، وروى عنه عبد الله ابن الإمام أحمد بن حنبل وغيره. وفيها توفّى «4» محمد بن أبى داود بن عبيد الله أبو جعفر بن

الصفحة 68