كتاب الدر الفريد وبيت القصيد (اسم الجزء: 3)
أَتَانِي مِنْكَ مَا لَيْسَ ... عَلَى مَكْرُوْهِهِ صَبْرُ
فَأَغْضَبْتُ عَلَى عَمْدٍ ... وَقَدْ يُغْضِي الفَتَى الحُرُّ
وَأَدَّبْتُكَ بِالهَجْرِ ... فَمَا أَدَّبَكَ الهَجْرُ
وَلَمْ تَفْزَعْ إِلَى عُذْرٍ ... وَقَدْ أَمْكَنَكَ العُذْرُ
وَلَا رَدَّكَ عَمَّا كَانَ ... مِنْكَ الصَّفْحُ وَالبِرُّ
فَلَمَّا اضْطَرَّنِي المَكْرُوْهُ ... وَاشْتَدَّ بِي الأَمْرُ
تَنَاوَلْتكَ مِنْ شَرِّي ... بِمَا لَيْسَ لَهُ قَدرُ
فَحَرَّكْتُ جنَاحَ الذُّلُّ ... لَمَّا مَسَّكَ الضُّرُّ
إِذَا لَمْ يُصلحِ الخَيْرُ أَمْرًا. البَيْتُ
وَهَذِهِ الأَبْيَاتَ مُتَنَازَعَةٌ تُرْوَى لِمَحْمُوْدِ بن الحَسَنِ الوَرَّاقِ وَتُرْوَى لِلحسين بن الضّحاكِ وَتُرْوَى لابنِ مَالكٍ الأَعْرَجِ.
[من الطويل]
1945 - إِذَا لَمْ يَعِظْنِي وَاعِظٌ مِنْ جَوَارِحِي ... بِنَفْعٍ فَمَا شَيْءٌ سِوَاهُ بِنَافِعِ
أَبُو فِرَاسِ بنُ حَمْدَانَ: [من الطويل]
1946 - إِذَا لَمْ يُعِنْكَ اللَّهُ فيما تُرِيْدُهُ ... فَلَيْسَ لِمَخْلُوْقٍ إِلَيْهِ سَبِيْلُ
قَوْلُ أَبِي فِرَاسٍ: فَلَيْسَ لِمَخْلُوْقٍ إِلَيْهِ سَبِيْلُ مِنْ قَصِيْدَةٍ كَتَبَ بِهَا إِلَى أُمِّهِ وقَد ثقلَ بِالجرَاحِ أَوَّلُهَا:
مُصَابِي جَلِيْلٌ وَالعَزَاءُ جَمِيْلُ ... وَظَنِّي أَنَّ اللَّهَ سَوْفَ يُدِيْلُ
يَقُوْلُ مِنْهَا:
تَنَاسَانِيَ الأَصْحَابُ إِلَّا عصَابَةٌ ... سَتَلْحَقُ بِالأُخْرَى غَدًا وَتَحُوْلُ
وَمَنْ ذَا الَّذِي يَبْقَى عَلَى العَهْدِ إِنَّهُمْ ... وَإِنْ كَثُرَتْ دَعْوَاهُمُ لَقَلِيْلُ
أُقَلِّبُ طَرْفِي لَا أَرَى غَيْرَ صَاحِبٍ ... يَمِيْلُ مَعَ النَّعْمَاءِ حُيْثُ تَمِيْلُ
أَكُلُّ خَلِيْلٍ هَكَذَا غَيْرُ مُنْصِفٍ ... وَكُلُّ زَمَانٍ بِالكِرَامِ بَخِيْلُ
¬__________
1946 - ديوان أبي فراس: 234.
الصفحة 133