كتاب الجامع الكامل في الحديث الصحيح الشامل المرتب على أبواب الفقه (اسم الجزء: 3)

جَمرة، ثنا إياس بن قتادة، عن قيس، يعني ابن عُبَاد، قال محمد بن جعفر: أسقطته من كتابي، هو عن قيس إن شاء الله.
حدثنا سليمان بن داود ووهب بن جرير قالا: ثنا شعبة، عن أبي جمرة، قال: سمعتُ إياس بن قتادة يُحدِّثُ عن قيس بن عُبَاد قال: أتيتُ المدينة للُقِيّ أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -، ولم يكن فيهم رجل ألقاه أحبَّ إليَّ من أُبيّ، فأقيمت الصلاةُ. وخرج عمر مع أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقمتُ في الصَّفِّ الأوَّلِ، فجاء رجلٌ فنظر في وجوه القوم، فعرفَهم غَيري، فنحّاني وقام في مكاني، فما عقلتُ صلاتي، فلما صَلَّى قال: يا بُنيّ! لا يَسُؤْك اللهُ، فإنِّي لم آتك الذي أتيتُك بجهالةٍ، ولكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "كونوا في الصف الأول الذي يليني" وإني نظرتُ في وجوه القوم فعرفتُهم غيرَك.
ثم حدَّث، فما رأي الرجالَ مَتَحَت أعناقها إلى شيء مُنُوحَها إليه، قال: سمعته يقول: هلك أهلُ العقدةِ ورب الكعبةِ، ألا لا عليهم آسَي، ولكن آسى على من يَهْلِكون من المسلمين، إذا هو أُبيّ.
والحديث على لفظ سليمان بن داود. هو: أبو داود الطيالسي، وأخرجه في مسنده (٥٥٧) من هذا الوجه.
وقال: أمل العُقدةِ: ما أَهراقَ عليه الدماءَ، واغتصبه، ثم اعتقده. وإسناده صحيح.
وقوله: "مَتَحت": أي: مدَّت أعناقها نحوه.
ورواه عبد الرزاق (٢/ ٥٣) عن محمد بن راشد، عن خالد، عن قيس بن عُبَاد. وفيه قال أبيُّ بن كعب: "إنما أخَّرتك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمرنا أن يُصلِّي في الصف الأول المهاجرون والأنصار، فعرفت أنك لست منهم فأخرتك".
فقلت: من هذا؟ فقالوا: أبيُّ بن كعب.

٢٠ - باب ما جاء في موقف الإمام مع الواحد
• عن ابن عباس قال: بِتُّ في بيت خالتي ميمونة، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من اللَّيل، فأطلق القِرْبة فتوضأ، ثم أوكأ القرية، ثم قام إلى الصلاة، فقمت فتوضأتُ كما توضأ، ثم جئت فقمتُ عن يساره، فأخذني بيمينه فأدارني من ورائه فأقامني عن يمينه، فصلَّيت معه.
وفي رواية: فأخذ برأسي، أو بذؤابتي فأقامني عن يمينه.
متفق عليه: رواه البخاري في الأذان (٦٩٨) ومسلم في صلاة المسافرين (٧٦٣/ ١٨٤) كلاهما من طريق ابن وهب، ثنا عمرو، عن عبد ربه بن سعيد، عن مخرمة بن سليمان، عن كريب مولى ابن عباس، عن ابن عباس فذكره.
الرّواية الثانية لأبي داود (٦١٠) وسبق ذكر هذا الحديث في كتاب الوضوء، باب أن النوم ليس

الصفحة 31