كتاب الجامع الكامل في الحديث الصحيح الشامل المرتب على أبواب الفقه (اسم الجزء: 3)

الذين يصلون الصفوفَ، ومن سدَّ فُرْجَةً رفعه الله بها درجةً" فإسناده ضعيف لأجل إسماعيل بن عياش الحمصي، فإن روايته عن غير أهل بلده ضعيفة كما هو معروف، وهشام بن عروة من أهل الحجاز.

• عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله: "إن مِن تَمام الصلاة إقامةَ الصَفِّ".
حسن: رواه أحمد (١٤٤٥٤) عن عبد الرزاق - وهو في المصنف (٢/ ٤٤) عن معمر، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر بن عبد الله فذكره.
ومن هذا الطريق أخرجه أيضًا أبو يعلى (٢١٦٨)، والطبراني في الكبير (١٧٤٤)، وفي الأوسط (٣٠٠٩) انظر "مجمع البحرين" (٧٦٠) وإسناده حسن لأجل عبد الله بن محمد بن عقيل، وقد مضت ترجمتُه.
وقال الهيثمي في "المجمع" (٢/ ٨٩): "رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في الكبير والأوسط، وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل وقد اختلف في الاحتجاج به".
قلت: وهو كذلك، وقد فصلت القول فيه في الطهارة، وبينت أنه حسن الحديث.

• عن بلال قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يُسَوِّي مناكبَنا في الصلاة.
حسن: رواه الطبراني في "الصغير" (٩٨٨) عن محمد بن علي بن خلف الدمشقي، ثنا أحمد بن أبي الحواري، ثنا عبد الله بن نمير، عن الأعمش، عن عمران بن مسلم، عن سويد بن غفلة، عن بلال فذكر الحديث. "مجمع البحرين" (٢/ برقم ٧٥٤).
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد" (٢/ ٩٠) إسناده متصل ورجاله موثقون".
قلت: شيخ الطبراني لعله هو: محمد بن علي بن خلف أبو عبد الله العطّار، الكوفي، يقول فيه محمد بن منصور: "كان ثقة مأمونا حسن العقل"، تاريخ بغداد (٣/ ٥٧).
وبقية رجاله موثقون، غير أن عبد الرزاق رواه في مصنفه (٢/ ٤٧) عن الثوري، عن الأعمش، عن عمارة بن عمران، عن سويد بن غفلة قال: كان بلال يضرب أقدامنا في الصلاة، ويُسَوِّي مناكبنا، ولم يرفعه، ولكن لا يضر هذا من رفعه، لمَّا فيه من زيادة علم.
ثم إن عمارة بن عمران شك فيه المحقق أن يكون الصواب: عمران بن مسلم لأنه لم يجد من مشايخ الأعمش من اسمه: عمارة بن عمران.

٢٧ - باب كراهية الصف بين السواري
• عن عبد الحميد بن محمود قال: صلَّيتُ مع أنس بن مالك يوم الجمعة فدفعنا إلى السواري، فتقدمنا وتأخرنا، فقال أنس: كنَّا نتقي هذا على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
حسن: رواه أبو داود (٦٧٣) واللفظ له، والترمذي (٢٢٩)، والنسائي (٨٢١) كلهم من طريق سفيان، عن يحيى بن هانئ، عن عبد الحميد بن محمود فذكر الحديث، ولفظهما: كنَّا مع أنس فصلينا مع أمير من الأمراء، فدفعوا حتى قمنا وصلينا بين الساريتين، فجلس أنس يتأخر وقال:

الصفحة 45