كتاب الجامع الكامل في الحديث الصحيح الشامل المرتب على أبواب الفقه (اسم الجزء: 3)

ولم يذكر: المرماتين.
والمرماة: ما بين ظِلْفَي الشاة. قال أبو عبيد: لا أدري ما وجهُه، إِلَّا أنه هكذا يُفسر. وقال ابن الأعرابي: المِرماة: السهم الذي يُرمي به "شرح السنة" (٣/ ٣٤٥).

• عن أم الدّرداء تقول: دخل عليّ أبو الدّرداء وهو مُغَضَبٌ، فقلتُ: ما أغضبَك؟ فقال: والله! ما أعرف من أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - شيئًا إِلَّا أنهم يُصَلُّون جميعًا.
صحيح: رواه البخاريّ في الأذان (٦٥٠) عن عمر بن حفص، قال: حَدَّثَنَا أبيّ، قال: حَدَّثَنَا الأعمش، قال: سمعتُ سالمًا قال: سمعتُ أم الدّرداء، فذكرت مثله.
وسالم هو: ابن أبي الجعد. وأم الدّرداء: هي الصغرى التابعية، لا الكبرى الصّحابية، لأن الكبرى ماتت في حياة أبي الدّرداء، وعاشت الصغرى بعده زمانًا طويلًا.
وقد جزم أبو حاتم بأن سالم بن أبي الجعد لم يدرك أبا الدّرداء، فعلى هذا لم يدرك أمّ الدّرداء الكبرى. واسم الصغرى: هُجيمة، واسم الكبرى: خيرة.

• عن عبد الله بن مسعود أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال لقوم يتخلفون عن الجمعة: "لقد هممتُ أن آمر رجلًا يُصلي بالناس، ثمّ أحرِّق على رجال يتخلَّفُون عن الجمعة بيوتهم".
صحيح: رواه مسلم في المساجد (٦٥٢) من طريق أبي إسحاق، عن أبي الأحوض، سمعه منه، عن عبد الله بن مسعود فذكر مثله.
قال البيهقيّ (٣/ ٥٦): "والذي يدل عليه سائر الروايات أنه عبَّر بالجمعة عن الجماعة".

• عن عبد الله بن مسعود أنه قال: من سَرَّه أن يلقى الله غدًا مسلمًا فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث يُنَادَي بهن، فإن الله شرع لنبيكم سُنن الهُدى، وإنَّهن من سُنن الهُدى، ولو أنكم صلَّيتُم في بيوتكم كما يُصلِّي هذا المتخلف في بيته لتركتُم سنة نبيكم. ولو تركتُم سنة نبيكم لضللتُم. وما من رجل يتطهر فيُحسن الطُّهور، ثمّ يعمدُ إلى مسجد من هذه المساجد إِلَّا كتب الله له بكل خطوةً يخطوها حسنةً، ويرفعه بها درجةً، ويحطُّ عنه بها سيئةً. ولقد رأيتُنا وما يتخلف عنها إِلَّا منافق معلومُ النفاق، ولقد كان الرّجل يُؤتى به يهادى بين الرجلين حتَّى يُقامَ في الصفِّ.
صحيح: أخرجه مسلم في المساجد (٦٥٤) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حَدَّثَنَا الفضل بن دُكين، عن أبي العُميس، عن عليّ بن الأقمر، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود فذكره.
ورواه أيضًا من وجه آخر عن عبد الملك بن عمير، عن أبي الأحوص عنه قال: "لقد رأيتُنا وما يتخلف عن الصّلاة إِلَّا منافق، قد علم نفاقه. أو مريض. إن كان المريض ليمشي بين رجلين حتى يأتي الصّلاة، وقال: "إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علَّمَنا سننَ الهدى. وإن من سنن الهديّ، الصّلاةُ

الصفحة 58