كتاب الجامع الكامل في الحديث الصحيح الشامل المرتب على أبواب الفقه (اسم الجزء: 3)

عن أبي سفيان، عن جابر، فهو في صحيح مسلم كما سبق ومن هذا الطريق أخرجه أيضًا ابن خزيمة (١٨٣٥).

• عن عياض بن عبد الله بن أبي سَرْحٍ، أنَّ أبا سعيد الخدري دخل يوم الجمعة ومروان يخطب، فقام يصلِّي، فجاء الحرس ليُجلِسوه فأبي حتَّى صلَّى، فلمَّا انصرف أتيناه فقلنا: رحِمك الله! إن كادوا لَيقعوا بك، فقال: ما كنت لأتركها بعد شيءٍ رأيته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ثمَّ ذكر أنَّ رجلًا جاء يوم الجمعة في هيئةٍ بذَّة، والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة، فأمره فصلَّى ركعتين، والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب.
وزاد في رواية: وحثَّ الناس على الصدقة، فألقوا ثيابًا، فأعطاه منها ثوبين، فلمَّا كانت الجمعة الثانية جاء ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب، فحثَّ الناس على الصدقة. قال: فألقى أحد ثوبيه. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "جاء هذا يوم الجمعة بهيئة بذَّةٍ، فأمرت الناس بالصدقة، فألقوا ثيابًا فأمرتُ له منها بثوبين، ثمَّ جاء الآن، فأمرت الناس بالصدقة فألقى أحدهما! ". فانتهرَه وقال: "خذ ثوبَك".
حسن: رواه أبو داود (١٦٧٥) والترمذي (٥١١) والنسائي (١٤٠٨) وابن ماجه (١١١٣) كلُّهم من طريق سفيان بن عيينة، عن ابن عجلان، عن عباض بن عبد الله، عن أبي سعيد، فذكر الحديثَ. واللفظ للترمذي، وأمَّا أبو داود وابن ماجه؛ فاختصراه. وأمَّا النسائيَّ؛ فلم يذكر قصة حضور أبي سعيدٍ ومروان يخطب، وزاد في روايته الزيادة المذكورة آنفًا.
وإسناده حسنٌ من أجل محمد بن عجلان المدني؛ فإنَّه "صدوق".
قال الترمذي: "حديث حسن صحيح". وصحَّحه ابن خزيمة (١٧٩٩) فرواه من هذا الوجه.
قوله: "في هيئةٍ بذَّةٍ": بفتح الموحَّدة، أي: هيئة سيِّئةٍ رثَّةٍ.

١١ - باب ما جاء في التنفُّل بعد الجمعة
• عن عبد الله بن عمر أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصلِّي قبل الظهر ركعتين، وبعدها ركعتين، وبعد المغرب ركعتين في بيته، وبعد العشاء ركعتين، وكان لا يُصلِّي بعد الجمعة حتَّى ينصرِفَ فيركع ركعتين.
متفق عليه: رواه مالك في قصر الصلاة في السفر (٦٩) عن نافع، عن ابن عمر، فذكره.
ورواه البخاري في الجمعة (٩٣٧) من طريق عبد الله بن يوسف، قال أخبرنا مالك. ورواه مسلم في الجمعة (٨٨٢/ ٧١) عن يحيى بن يحيى، قال: قرأتُ على مالك.
قال مسلم: قال يحيي: "أظنُّني قرأتُ فيصلِّي، أو البتَّة". أي: أظنُّني قرأتُ في روايتي عن

الصفحة 636