كتاب الكامل في اللغة والأدب (اسم الجزء: 3)

المجلد الثالث
تابع
لبكر بن النطاح يمدح مالك بن علي الخزاعي
...
بسم الله الرحمن الرحيم
باب 1
قال أبو العباس: وهذا باب اشترطنا أن نخرج فيه من حزن إلى سهل ومن جد إلى هزل، ليستريح القارئ، ويدفع عن مستمعه الملال. ونحن ذاكرون ذلك إن شاء الله.
بكر بن النظاح يمدح مالك بن علي الخزاعي
قال بكر بن النطاح في كلمة يمدح فيها2 مالك بن علي الخزاعي:
عرضت عليها ما أرادت من المنى ... لترضى، فقالت قم فجئنا بكوكب
فقلت لها هذا التعنت كله ... كمن يتشهى لحم عنقاء مغرب3
فلو أنني أصبحت في جود مالك ... وعزته ما نال ذلك مطلبي4
فتى شقيت أمواله بسماحه ... كما شقيت قيس بأسياف تغلب
__________
1 هذا العنوان ثابت في الاصل. س, وهو ساقط من ر.
2 ر: "مدح". وما أثبته عن الأصل. س.
3 قال في اللسان: "العنقاء: طائر ضخم ليس بالعقاب. وقيل العنقاء المغرب. كلمة لا اصل لها, يقال إنها طائر عظيم لا ترى إلا في الدهور. ثم كثر ذلك حتى سموا الداهية عنقاء مغربا ومغربة". مادة-عنق.
4 في س. هذا البيت قبل سابقه.
للخليع يمدح عاصماً الغساني
وقال الخليع1 في كلمة له2 يمدح بها عاصماً الغساني:
أقول ونفسي بين شوقي وحسرة ... وقد شخصت عيني ودمعي على خدي3
أريحي بقتل من تركت فؤاده ... بلحظته بين التأسف والجهد
فقالت: عذاب الهوى4 قبل ميتة ... وموت إذا أقرحت قلبك من بعدي5
لقد فطنت للجور فطنة عاصم ... لصنع الأيادي الغر في طلب الحمد
سأشكوك في الأشعار غير مقصر ... إلى عاصم ذي المكرمات وذي المجد
لعل فتى غسان يجمع بيننا ... فتأمن نفسي منكم لوعة الصد
__________
1 الخليع لقب الحسين بن الضحاك. أحد شعراء الدولة العباسية.
2 كلمة "له" ساقطة من ر.
3 شخصت عيني: ارتفع جفنها من كثرة السهاد
4 ر: "في الهوى". وما أثبته عن الأصل. س.
5 يقال: قرح قلب الرجل من الحزن وأقرحة غيرة

الصفحة 3