. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
يَا مَعْشَرَ التّجّارِ: غَالُوا عَلَى أَصْحَابِ مُحَمّدٍ، حَتّى لَا يُدْرِكُوا مَعَكُمْ شَيْئًا، فَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا لِي وَوَفَاءُ ذِمّتِي، فَأَنَا ضَامِنٌ أَنْ لَا خَسَارَ عَلَيْكُمْ، فَيَزِيدُونَ عَلَيْهِمْ فِي السّلْعَةِ، قِيمَتُهَا أَضْعَافًا حَتّى يَرْجِعَ إلَى أَطْفَالِهِ، وَهُمْ يَتَضَاغَوْنَ مِنْ الْجَوْعِ، وَلَيْسَ فِي يَدَيْهِ شَيْءٌ يُطْعِمُهُمْ بِهِ، وَيَغْدُو التّجّارُ عَلَى أَبِي لَهَبٍ، فَيُرْبِحُهُمْ فِيمَا اشْتَرَوْا مِنْ الطّعَامِ وَاللّبَاسِ، حَتّى جَهِدَ الْمُؤْمِنُونَ، وَمَنْ مَعَهُمْ جَوْعًا وَعُرْيًا، وَهَذِهِ إحْدَى الشّدَائِدِ الثّلَاثِ الّتِي دَلّ عَلَيْهَا تَأْوِيلُ الْغَطّات الثّلَاثِ الّتِي غَطّهُ جِبْرِيلُ حِينَ قَالَ لَهُ: اقْرَأْ، قَالَ: مَا أَنَا بِقَارِئِ، وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ كَانَ فِي الْيَقَظَةِ، وَلَكِنْ مَعَ ذَلِكَ لَهُ فِي مُقْتَضَى الْحِكْمَةِ تَأْوِيلٌ وَإِيمَاءٌ، وَقَدْ تَقَدّمَتْ الْإِشَارَةُ إلَى هَذَا قَبْلُ، وَإِلَى آخِرِ حَدِيثِ الصّحِيفَةِ لَيْسَ فِيهَا مَا يَشْكُلُ «1»
__________
(1) كان ابتداء حصرهم فى المحرم سنة سبع من المبعث، فأقاموا سنتين أو ثلاثا كما روى ابن إسحاق، وجزم موسى بن عقبة بأنها كانت ثلاث سنين. وذكر الواقدى أن خروجهم من الشعب كان فى سنة عشر من المبعث، ومات أبو طالب بعد أن خرجوا بقليل. ويقول الحافظ فى فتح البارى: «ولما لم يثبت عند البخارى شىء من هذه القصة اكنفى بإيراد حديث أبى هريرة: نصه: «قال: قال رسول الله (ص) حين أراد حنينا: منزلنا غدا إن شاء الله بخيف بنى كنانة، حيث تقاسموا على الكفر» لأن فيه دلالة على أصل القصة، لأن الذى أورده أهل المغازى من ذلك كالشرح لقوله فى الحديث: على الكفر» ص 152 وما بعدها ج 7 فتح البارى. ويقول الحافظ فى نفس المكان أيضا عما أكلته الأرضة من الصحيفة: «أما ابن إسحاق وموسى بن عقبة وعروة فذكروا عكس ذلك أن الأرضة لم تدع اسما لله إلا أكلته، وبقى ما فيها من الظلم والقطيعة» قال البرهان ما حاصله: وهذا أثبت من الأول ص 290 ج 1 شرح المواهب اللدنية.