كتاب فتاوى نور على الدرب لابن باز بعناية الشويعر (اسم الجزء: 3)

س: ما هو الفرق بين الاتباع والابتداع؟ (¬1)
ج: الاتباع هو ما جاء به الشرع، اتباع ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، من الأوامر والنواهي يقال له اتباع، لأن الله قال: {اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ} (¬2)، وقال جل وعلا: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} (¬3) فنحن مأمورون باتباع النبي صلى الله عليه وسلم، وباتباع القرآن، فالتمسك بالقرآن بما قال الله، والتمسك بما قال الرسول صلى الله عليه وسلم، أو فعل، هذا هو الاتباع، السير على منهاج النبي صلى الله عليه وسلم، وطريقه في الأوامر والنواهي، هذا يسمى الاتباع وهو واجب في الواجبات، مستحب في المستحبات.
وأما الابتداع: فهو إحداث شيء في الدين لم يأذن به الله، مثل إحداث عبادة ما شرعها الله، هذه يقال لها ابتداع، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد (¬4)»، ولقوله صلى الله عليه وسلم: «شر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة (¬5)» فلو أن الإنسان صلى صلاة
¬__________
(¬1) السؤال الخامس عشر من الشريط رقم 228.
(¬2) سورة الأعراف الآية 3
(¬3) سورة الأعراف الآية 158
(¬4) أخرجه البخاري في كتاب الصلح، باب إذا اصطلحوا على صلح جور برقم 2697.
(¬5) أخرجه مسلم في كتاب الجمعة، باب تخفيف الصلاة والخطبة برقم 867.

الصفحة 9