كتاب التعليق الكبير في المسائل الخلافية بين الأئمة ت الفريح (اسم الجزء: 3)
قيل له: قد قلنا: إن مثل هذا لا يفعلوه بآرائهم؛ لأنها إحالة فرض كانوا عليه.
فإن قيل: يحتمل أن يكون جُواثى كانت مصرًا، وسماها ابن عباس - رضي الله عنهما -: قرية؛ لأن العرب كانت تسمي المصر: قرية، قال الله تعالى: {وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ} [الزخرف: 31]، وأراد: مكة والطائف، وقال تعالى: {أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا} [الشورى: 7].
وروي: أن عليًا - رضي الله عنه - مر بجماعة من أصحاب عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - بالكوفة، وهم يتذاكرون (¬1) في العلم، فقال: هؤلاء سُرج هذه القرية؛ يعني: الكوفة (¬2).
قيل له: المشهور في لسان العرب واستعمالها: أن القرية لا يعبر بها عن المصر، وان استعمل هذا الاسم، فهو جائز (¬3) ونادر، والمشهور خلافُه، ويبين صحة هذا: أنه نسبها إلى عبد قيس في جملة قرى.
ولأنه إجماع الصحابة - رضي الله عنهم أجمعين -.
وروى أبو بكر النجاد بإسناده عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أنه كتب إلى عمر - رضي الله عنه - يسأله عن الجمعة وهو بالبحرين؟ فكتب إليه عمر - رضي الله عنه -: أن
¬__________
(¬1) كررها في الأصل مرتين.
(¬2) أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء (4/ 169 و 170)، وابن سعد في الطبقات (6/ 90).
(¬3) في الأصل: جاز.