كتاب التعليق الكبير في المسائل الخلافية بين الأئمة ت الفريح (اسم الجزء: 3)

ثم أَروح (¬1)، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لَغدوةٌ في سبيل الله أو رَوْحَة خيرٌ من الدنيا وما فيها" (¬2)، فراح عبد الله منطلقًا.
وروى أيضًا بإسناده عن ابن أبي ذئب قال: رأيت ابن شهاب يريد يسافر يوم الجمعة ضحوةً، فقلت له: تسافر يوم الجمعة؟ فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سافر يوم الجمعة (¬3).
وروى أيضًا بإسناده عن خالد الحذاء: أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - رأى رجلًا قد جمع عليه ثيابه غداة الجمعة، فقال له عمر - رضي الله عنه -: أين تريد؟ قال: أريد سفرًا، فقال له عمر: أما إن الجمعة لا تمنع من سفره (¬4).
¬__________
(¬1) مضى تخريج القصة في ص 181.
(¬2) أخرجه البخاري في كتاب: الجهاد والسير، باب: الغدوة والروحة في سبيل الله، رقم (2792)، ومسلم في كتاب: الإمارة، باب: فضل الغدوة والروحة في سبيل الله، رقم (1880).
(¬3) أخرجه عبد الرزاق في مصنفه رقم (5540)، وابن أبي شيبة في مصنفه رقم (5154)، واللفظ له، وأبو داود في المراسيل رقم (310)، وهو مرسل. ينظر: معرفة السنن والآثار (4/ 329).
(¬4) أخرج نحوه الشافعي في الأم (2/ 376)، وعبد الرزاق في مصنفه رقم (5536 و 5537)، وابن المنذر في الأوسط (4/ 21)، والبيهقي في الكبرى، كتاب: الجمعة، باب: من قال: لا تحبس الجمعة عن سفر، رقم (5654)، وسيذكر المؤلف كلام الإمام أحمد عليه، وذكره ابن حجر في التلخيص (3/ 1026)، ولم يتكلم عليه، قال الألباني: (سند صحيح، رجاله كلهم ثقات). ينظر: السلسلة الضعيفة (1/ 387).

الصفحة 184