كتاب التعليق الكبير في المسائل الخلافية بين الأئمة ت الفريح (اسم الجزء: 3)
وروى أيضًا بإسناده عن صالح بن كيسان (¬1): أن أبا عبيدة بن الجراح - رضي الله عنه - خرج يوم الجمعة في بعض أسفاره، ولم ينتظر الجمعة (¬2).
والجواب عن حديث ابن عباس - رضي الله عنهما -: فمن أصحابنا من أخذ بظاهره في الجهاد، وأما من سَوَّى بين الجهاد وغيره، فنجيب عنه: بأنه ليس في الخبر أنه وجّه السرية يوم الجمعة، ويحتمل أن يكون جهزها في آخر الأسبوع قريبًا من يوم الجمعة، فأخر جعفر (¬3) الخروج؛ ليصلي الجمعة في يوم الجمعة، فحثه النبي - صلى الله عليه وسلم - على الخروج.
وأما حديث ابن شهاب - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سافر يوم الجمعة، فهو مرسَل، وعلى أنه يحتمل أن يكون سافر إلى موضع آخر تقام فيه الجمعة، ولا تُقصر فيه الصلاة.
وأما حديث عمر - رضي الله عنه -، فقال مهنا: سألت أحمد - رحمه الله - عن حديث عمر - رضي الله عنه -: لا تحبس الجمعةُ عن سفر، فقال: ليس له إسناد (¬4)، الأسود بن قيس عن أبيه، ولم يذكر عمر. وعلى أنا نقابله، ونقابل غيره
¬__________
(¬1) المدني، أبو محمد، قال ابن حجر: (ثقة ثبت فقيه)، توفي بعد سنة 130 هـ. ينظر: التقريب ص 279.
(¬2) أخرجه عبد الرزاق في مصنفه رقم (5538)، وابن أبي شيبة في مصنفه رقم (5148)، وابن المنذر في الأوسط (4/ 22)، وذكره ابن حجر في التلخيص (3/ 1026)، ولم يتكلم عليه.
(¬3) كذا في الأصل، والمتأخر هو: عبد الله بن رواحة - رضي الله عنهم أجمعين -.
(¬4) بياض بمقدار كلمة، ولعلها: إنما يرويه.