كتاب التعليق الكبير في المسائل الخلافية بين الأئمة ت الفريح (اسم الجزء: 3)
وما رُوي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه قال: "إن الله تعالى يحب أن يؤخَذ برُخصه كما يؤخذ بعزائمه" (¬1)، فجعلهما في المحبة على حدّ سواء، وعند المخالف: أن محبة العزيمة أكثرُ وأفضلُ. ولأنه إجماع الصحابة - رضي الله عنهم أجمعين -، من ذلك:
إنكار ابن مسعود - رضي الله عنه - على عثمان - رضي الله عنه - لما صلى في الحج أربع ركعات، فقال: قد فعلها؟ ! إنا لله وإنا إليه راجعون، صلى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ركعتين، وصلى أبو بكر - رضي الله عنه - ركعتين، وصلى عمر - رضي الله عنه - ركعتين (¬2)، فأنكر عليه تركَ الفضيلة.
وكذلك قول سلمان - رضي الله عنه -: نحن إلى التخفيف أفقرُ (¬3) فأنكر على الإمام الإتمام.
¬__________
= جدًا، فيه عبد الملك بن عبد ربه، منكر الحديث. ينظر: السلسلة الضعيفة (6/ 22)، رقم (2514).
(¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط، رقم (6282)، واللفظ له، قال الهيثمي في المجمع (3/ 163): (رواه الطبراني في الأوسط، وفيه عمر بن عبيد ... وهو ضعيف)، وبنحوه أخرجه الإمام أحمد في المسند رقم (5866)، وابن خزيمة في صحيحه (2/ 73)، رقم (950)، قال ابن عبد البر: (ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: إن الله يحب أن تؤتى رخصه). التمهيد (24/ 67)، وينظر: إرواء الغليل (3/ 9).
(¬2) مضى تخريجه في (2/ 489).
(¬3) مضى تخريجه في (2/ 489).