كتاب التعليق الكبير في المسائل الخلافية بين الأئمة ت الفريح (اسم الجزء: 3)
في وقت العصر.
والجواب: أن أبا طالب (¬1) روى عن أحمد - رحمه الله -: أنه قال: يؤذن ويقيم، ولا بأس أن يتطوع بينهما، وهذا يدلّ على الجمع، وإن لم تحصل الموالاة، وروى أبو الحارث عنه (¬2): لا يتطوع بينهما، كذلك فعل النبي - صلى الله عليه وسلم -، فعلى هذا: لا يصح الجمع؛ لأنه لم يوجد معناه؛ لأن معنى الجمع هو الضم، وهذا المعنى لا يوجد بالتفريق، ولأنه إنما أجيز له التقديم؛ للجمع بينهما، فإذا فصل بينهما، لم يجمع، فلهذا كانت المواصلة شرطًا، وأما الظهر والفجر، فليس إذا لم يجز الجمع بينهما لم يجز الجمع بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء، الدلالة عليه: الجمع بعرفة.
* * *
137 - مَسْألَة: لا يجوز الجمع في السفر الذي لا يجوز القصر فيه (¬3):
أومأ إليه في رواية عبد الله (¬4)، فقال: يؤخر الظهر إلى العصر،
¬__________
(¬1) ينظر: الانتصار (2/ 565)، والفروع (3/ 112)، والإنصاف (5/ 106).
(¬2) لم أجدها، وينظر: المغني (3/ 138)، والمحرر (1/ 217)، والإنصاف (5/ 106).
(¬3) ينظر: المغني (3/ 131)، والإنصاف (5/ 85).
(¬4) في مسائله رقم (1034).