كتاب السنن الكبرى للبيهقي ط الفكر (اسم الجزء: 3)

رسول الله (1) صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة فقام الناس فصاحوا فقالوا يارسول الله قحط المطر واحمر الشجر وهلكت البهائم فادع الله ان يسقينا فقال اللهم اسقنا اللهم اسقنا قال وايم الله ما نرى في السماء قزعة من سحاب فانشأت سحابة فانتشرت ثم امطرت ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى وانصرف فلم تزل تمطر إلى الجمعة الاخرى فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم يخطب صاحوا فقالوا يارسول الله (2) تهدمت البيوت وانقطعت السبل فادع الله ان يحبسها عنا فتبسم نبي الله صلى الله عليه وسلم ثم قال (3) اللهم حوالينا ولا علينا فتقشعت (4) عن المدينة فجعلت تمطر حولها وما تمطر بالمدينة قطرة فنظرت إلى المدينة كأنها لفي مثل الاكليل * رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن ابي بكر المقدمي * ورواه مسلم عنه وعن عبد الاعلى بن حماد *
(أخبرنا) أبو عمرو الاديب انبأ بو بكر الاسمعيلي اخبرني محمد بن محمد بن سليمان ثنا محمد بن الحسين ثنا الحسن بن بشر ثنا المعافي بن عمران عن الاوزاعي عن اسحق بن عبد الله بن ابي طلحة عن انس بن مالك ان رجلا اشتكى (5) إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هلاك المال وجهد العيال قال فدعا الله فسقى ولم يذكر انه حول رداءه ولا استقبل القبلة * رواه البخاري في الصحيح عن الحسن بن بشر وفيه مع ما مضى من حديث عبد الله بن زيد كالدلالة على ان ذلك انما يسن في خطبة الاستسقاء دون خطبة الجمعة والله اعلم *
(أخبرنا) أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل انبأ أبو محمد احمد بن عبد الله المزني انبأ علي بن محمد بن عيسى ثنا أبو اليمان اخبرني شعيب عن الزهري اخبرني سعيد يعني ابن المسيب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اخبر ان ابا لبابة يقول للسماء امدى يدعو بالجدب لنفاق ثمرة نخله (6) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم ارسلها حتى يسد أبو لبابة ثعلب مربده بردائه فارسل الله السماء فلما صار السيل بثمر ابي لبابة وهو في المربد (7) اضطر أبو لبابة إلى ازاره فسد به ثعلب المربد
(وأخبرنا) أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن قتادة انبأ أبو عمرو بن مطر ثنا أبو العباس عبد الرحمن ابن محمد بن حماد الظهراني بالري انبأ ابي انبأ السندي يعنى ابن عبدويه الدهكي عن عبد الله بن عبد الله المدني هو أبو اويس عن عبد الرحمن بن حرملة عن سعيد بن المسيب عن ابي لبابة بن عبد المنذر الانصاري قال استسقى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة فقال اللهم اسقنا اللهم اسقنا فقام أبو لبابة فقال يارسول الله ان التمر في المرابد قال وما في السماء
سحاب نراه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اسقنا حتى يقوم أبو لبابة عريانا يسد ثعلب مربده بازاره قال فاستهلت السماء فامطرت وصلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثم طافت الانصار بابي لبابة يقولون له يا ابا لبابة ان السماء والله لن تقلع ابدا حتى تقوم عريانا فتسد ثعلب مربدك بازارك كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فقام أبو لبابة عريانا فسد ثعلب مربده بازاره قال فاقلعت السماء *
(باب الدعاء في الاستسقاء)
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا اسمعيل بن قتيبة ثنا يحيى بن يحيى انبأ اسمعيل بن
__________
(1) في مص - كان النبي 12 (2) في مص - يا نبي الله 12 (3) في م - فقال 12 (4) أي انكشفت وفي البخاري وتكشطت في هذا المعنى 12 (5) في م - شكى 12 (6) في س - لجفاف ثمرة نخله 12 (7) المربد الموضع الذى يوضع فيه التمر حين يصرم ليجفف والثعلب مخرج مائه 12 فايق [ * ]

الصفحة 354