كتاب أنساب الأشراف للبلاذري (اسم الجزء: 3)

قال (وهب بن جرير: قال) : أبي: وحكى/ 450/ أو 225/ أ/ لنا مُحَمَّد صنيعه [1] وجعل يضحك، وَكَانَ قَيْس رجلا جسيما.
61- حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ سَالِمٍ، حَدَّثَنَا وَهْبُ (بْنُ جرير) قال: قال أبي- وأحسبه رواه عن الحسن البصري- قال:
لما بلغ أهل الكوفة (بيعة) الْحَسَنَ أَطَاعُوهُ وَأَحَبُّوهُ أَشَدَّ مِنْ حُبِّهِمْ لأَبِيهِ، وَاجْتَمَعَ لَهُ خَمْسُونَ أَلْفًا، فَخَرَجَ بِهِمْ حَتَّى أتى المدائن، وسرح بين يديه قيس ابن سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ الأَنْصَارِيَّ فِي عِشْرِينَ أَلْفًا، فَنَزَلَ بِمَسْكَنٍ، وَأَقْبَلَ مُعَاوِيَةُ مِنَ الشَّامِ فِي جيش.
ثم إن الحسن خلا بأخيه الحسين فقال [ (له: يَا) هَذَا إِنِّي نَظَرْتُ فِي أَمْرِي [2] فَوَجَدْتُنِي لا أصل إلى الأمر، حتى تقتل مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ وَالشَّامِ مَنْ لا أُحِبُّ أَنْ أَحْتَمِلَ دَمَهُ،] وَقَدْ رَأَيْتُ أَنْ أُسْلِمَ الأَمْرَ إِلَى مُعَاوِيَةَ فَأُشَارِكَهُ فِي إِحْسَانِهِ [3] وَيَكُونُ عليه إساءته (ظ) . فَقَالَ الْحُسَيْنُ: [أَنْشُدُكَ اللَّهَ أَنْ تَكُونَ أَوَّلَ مَنْ عَابَ أَبَاكَ وَطَعَنَ عَلَيْهِ وَرَغِبَ عَنْ أمره.] فقال: إني لا (أ) رى ما تقول [4] ووالله لئن لم تتابعني لأسندتك فِي الْحَدِيدِ فَلا تَزَالُ فِيهِ حَتَّى أَفْرَغَ مِنْ أَمْرِي. قَالَ:
فَشَأْنُكَ. فَقَامَ الْحَسَنُ خَطِيبًا فَذَكَرَ رَأْيَهُ فِي الصُّلْحِ وَالسِّلْمِ لِمَا كَرِهَ مِنْ سَفْكِ الدِّمَاءِ وَإِقَامَةِ الْحَرْبِ. فَوَثَبَ عَلَيْهِ أهل الكوفة وانتهبوا ماله وحرقوا سُرَادِقَهُ وَشَتَمُوهُ وَعَجَزُوهُ ثُمَّ انْصَرَفُوا عَنْهُ وَلَحِقُوا بالكوفة!!!
__________
[1] وقريبا منه رواه أيضا بسندين في مقاتل الطالبين ص 72 وليس فيه هذا الذيل.
[2] ما بين المعقوفين زيادة منا لتصحيح الكلام.
[3] الرواية ضعيفة، وهذا المضمون من اختلافات أشياع الشجرة الملعونة في القرآن وتزويراتهم!!! ومعاوية بمعزل عن الحسنات بل هو معدن السيئات ومركز الموبقات.
[4] لعل ما زدناه بين المعقوفين هو الصواب الموافق للواقع، وفي الأصل: «لأرى» ؟

الصفحة 51