كتاب بيان الوهم والإيهام في كتاب الأحكام (اسم الجزء: 3)

جمَاعَة.
وَإِذ قد فَرغْنَا من ذكر مَا عثرنا لَهُ عَلَيْهِ من مَضْمُون الْبَاب - فَاعْلَم بعد ذَلِك - أَنه قد الْتزم الصَّوَاب الَّذِي طلبناه بِهِ -: من التَّنْبِيه على مَا يكون من الْمُرْسل من عيب سوى الْإِرْسَال، حَتَّى لَا يعْتَقد فِيهِ من لَا علم لَهُ بِهَذِهِ الطَّرِيقَة أَنه مُرْسل مُخْتَلف فِي قبُوله ورده فَقَط، بل يعلم بتنبيهه أَنه ضَعِيف وَلَو كَانَ مُتَّصِلا - فِي جملَة أَحَادِيث بَين فِيهَا مَعَ الْإِرْسَال أَنَّهَا ضَعِيفَة، إِمَّا بقول مُجمل، وَإِمَّا بقول مُفَسّر، فلنذكر مَا وَقع لَهُ من ذَلِك مستصوبين لعمله فِيهِ فَنَقُول:
(744) ذكر من طَرِيق عبد الرَّزَّاق حَدِيث: " من قَالَ لرجل من الْأَنْصَار: يَا يَهُودِيّ، فَاضْرِبُوهُ عشْرين ".
ثمَّ قَالَ: هَذَا مُرْسل وَضَعِيف جدا.
(745) وَذكر من طَرِيقه حَدِيث الَّذِي نذر أَن ينْحَر نَفسه: " فَأمره أَن يهدي مائَة نَاقَة فِي ثَلَاث سِنِين ".
ثمَّ قَالَ: رشدين ضَعِيف، والْحَدِيث مُرْسل.

الصفحة 74