كتاب المداوي لعلل الجامع الصغير وشرحي المناوي (اسم الجزء: 3)

حديث ابن عباس: سنده حسن ولا ورد من حديث ابن عباس مرفوعًا بل كتب الحافظ على قوله في حديث ابن عباس: "حتى إذا كان بها أهل أبيات منهم وشب الغلام وتعلم العربية منهم ما نصه: فيه إشعار بأن لسان أمه وأبيه لم يكن عربيا وفيه تضعيف لقول من روى أنه أول من تكلم بالعربية، وقد وقع ذلك من حديث ابن عباس عند الحاكم في المستدرك بلفظ: "أول من نطق بالعربية إسماعيل"، وروى الزبير بن بكار في النسب من حديث على بإسناد حسن قال: "أول من فتق اللَّه لسانه بالعربية المبينة إسماعيل" وبهذا القيد يجمع بين الخبرين فتكون أوليته في ذلك بحسب الزيادة في البيان لا الأولية المطلقة، فيكون بعد تعلمه أصل العربية من جرهم ألهمه اللَّه العربية الفصيحة المبينة فنطق بها" اهـ.
فالحافظ إنما حسن حديث على دون حديث ابن عباس، بل أشار إلى ضعف حديث ابن عباس ولم يعزه إلى الطبرانى، بل إلى الحاكم في المستدرك وهو عنده موقوفًا عليه بسند واه كما قال الذهبى وسأذكره بلفظه، ولم يذكره الحافظ الهيثمى في الزوائد، ولو خرجه الطبرانى لذكره فيه، وكذلك لم أره في زهر الفردوس، فالعجب إنما من كثرة أوهام الشارح وأغلاطه الفاحشة لا من المصنف.
قال الحاكم في المستدرك [2/ 552، 553، رقم 4029]:
أخبرنا الحسين بن الحسن بن أيوب ثنا أبو يحيى بن أبي ميسرة ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامى ثنى عبد العزيز بن عمران ثنى إسماعيل بن إبراهيم بن أبي حبيبة عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس قال: "أول من نطق بالعربية ووضع الكتاب على لفظه ومنطقه ثم جعل كتابًا واحدًا مثل بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الموصول حتى فرق بينه ولده إسماعيل بن إبراهيم"

الصفحة 143