كتاب المداوي لعلل الجامع الصغير وشرحي المناوي (اسم الجزء: 3)

وقال الهيثمى بعد ما عزاه للطبرانى: فيه صالح مولى التوأمة ضعفوه بسبب اختلاطه، وابن أبي ذوئيب سمع منه قبل الاختلاط وهذا من روايته عنه اهـ وأقول لكن فيه أيضًا هشام بن عمار، وفيه كلام وعبد اللَّه بن زيد البكرى أورده الذهبى في الضعفاء وقال: ضعفه أبو حاتم اهـ، فتعصيب الهيثمى الجناية برأس صالح وحده غير صالح.
قلت: كل ما نقله الشارح هنا كذب لا شيء منه واقع البتة، إلا ما نقله عن البيهقى في الشعب، فإنه موافق للواقع، وما عداه فباطل، أول ذلك: أن الحديث ليس له أسانيد كما زعمه في الصغير بل ليس له إلا إسناد واحد من رواية إسماعيل بن عبد الرحمن الأولى عن أبي بردة عن أبي موسى عن أبيه به، قال البخارى في التاريخ [1/ 362]: قال لى حسن بن صباح:
ثنا إبراهيم بن مهدى ثنا أبو حفص الأبار عن إسماعيل به، ثم قال البخارى: فيه نظر لا يتابع في حديثه.
وقال أبو نعيم في تاريخ أصبهان:
حدثنا علي بن أحمد بن على المصيصى ثنا أحمد بن خليد الحلبى ثنا إبراهيم بن مهدى ثنا أبو حفص الأبار به، ثم قال: تفرد به الأبار عن إسماعيل اهـ.
وقال العقيلى: لا يتابع عليه ولا يعرف به.
الثانى: أن قضية كلام المصنف من أول كتابه إلى آخره لا تفيد سكوت المخرجين ولا كلامهم لأن كتابه غير موضوع لذلك ولكن المخرجين تكلموا على الحديث بما ناقضه الشارح وأتى بخلافه فإنهم نصوا على تفرد إسماعيل به، وهو زعم أن له أسانيد متعددة، أما المصنف فقد رمز لضعفه فوافق

الصفحة 146