كتاب المداوي لعلل الجامع الصغير وشرحي المناوي (اسم الجزء: 3)

1157/ 2610 - "إنَّما يَدخل الجنَّةَ مَنْ يرجُوها، وإنَّما يُجنب النَّار مَنْ يَخافها، وإنَّما يرحمُ اللَّه من يَرحَم"
(هب) عن ابن عمر
قال في الكبير: قال العلائى: إسناده حسن على شرط مسلم، وأقول: هذا غير مقبول، ففيه سويد بن سعيد، فإن كان الهروى فقد قال الذهبى: قال أحمد: متروك، وقال البخارى: عمى فلقن فتلقن، وقال النسائى: غير ثقة. وإن كان الدقاق فمنكر الحديث كما في الضعفاء للذهبى.
قلت: الشارح تسلط على الحديث وهو ليس من أهله ولا ضُرب له بسهم فيه ومن لا يفرق بين سويد بن سعيد الهروى الحدثانى، وبين سويد بن سعيد الطحان، كيف يتعقب على مثل الحافظ العلائى إن هذا لعجب، فسويد بن سعيد المذكور في سند الحديث هو الأول، وهو من رجال مسلم، فالحديث على شرطه كما قال العلائى.
وسويد بن سعيد وإن كان مختلفا فيه إلا أن أكثر ما عيب به التدليس، وكونه عمى فصار يتلقن، وإنما أفحش القول فيه ابن معين للعصبية المذهبية، ومشاركته نعيم بن حماد في رواية الحديث الوارد في ذم الحنفية، وإلا فقد وثقه جماعة، وقال مسلمة: هو ثقة ثقة، وقال إبراهيم بن أبي طالب: قلت لمسلم كيف استجزت الرواية عن سويد في الصحيح؟ فقال: ومن أين كنت آتى بنسخة حفص بن ميسرة؟! اهـ.
فمسلم روى عنه نسخة حفص بن ميسرة وهى معروفة مأمون أمرها؛ لأنها مكتوبة محفوظة، وهذا الحديث أيضًا منها، فإن سويدا رواه عن حفص بن

الصفحة 15