كتاب المداوي لعلل الجامع الصغير وشرحي المناوي (اسم الجزء: 3)

1275/ 2762 - "ألا أخبرُكم بسورةٍ ملأ عظمتُها ما بين السماء والأرض، ولِكاتبهِا من الأجرِ مثلُ ذلك، ومن قرأها يومَ الجمعة غُفر له ما بينه وبين الجمعةِ الأخرى وزيادةُ ثلاثة أيامٍ، من قرأ الخَمْس الأواخر منها عند نومه بَعَثَهُ اللَّه أيَّ الليل شاء؟ سورةُ أصحاب الكهفِ".
ابن مردويه عن عائشة
قال الشارح: وفيه إعضال أو إرسال.
وقال في الكبير: ورواه عن عائشة أيضًا أبو الشيخ وابن جرير، وأبو نعيم والديلمى وغيرهم، فاقتصار المصنف على ابن مردويه غير سديد لإيهامه، وروى من طرق أخرى عند ابن الضريس وغيره، لكن بعضها كما قال الحافظ ابن حجر في أماليه: معضل وبعضها مرسل.
قلت: في هذا أمور: الأول: قوله في الصغير وفيه إعضال أو إرسال، كلام مضحك، إذ لا يتصور الإعضال مع وجود عائشة في السند، أما الإرسال فقد يعبر به بعض القدماء عن الانقطاع توسعا في معناه، وإن كانوا يخصون ذلك بالمصدر ويتمسكون بالاصطلاح في الاسم، لكن الشارح بنقله كلام الحافظ في كبيره دلَّ على أنه يريد المرسل الاصطلاحى، فكان ذلك أغرب وأعجب.
الثانى: عزوه الحديث إلى أبي الشيخ وأبي نعيم وابن جرير قلة أمانة منه وعدم تحقيق فإنه لم ير الحديث في هذه الكتب ولا رأى أحدًا من ألفاظ عزاه إليها، وإنما رأى الديلمى أسنده عن طريق هؤلاء فقال في مسند الفردوس:
أخبرنا الحداد أخبرنا أبو نعيم أخبرنا أبو محمد بن حيان هو أبو الشيخ ثنا

الصفحة 154