كتاب المداوي لعلل الجامع الصغير وشرحي المناوي (اسم الجزء: 3)

قلت: أطال وكرر وأملَّ في موضع الاختصار، فإنه لا حاجة إلى تكرار القول في السرى بعد النقل عن الهيثمى، واختصر في موضع الحاجة إلى الإطالة بذكر حديث ابن عباس متنا وسندا حتى يستفاد المتن والسند، ويعرف هل هو كما قال البيهقى أم لا.
فقد أخرجه أبو نعيم في الحلية [4/ 303] عن محمد بن جعفر بن الهيثم:
ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربى ثنا سريج بن النعمان ثنا خلف بن خليفة عن أبي هاشم الرمانى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "ألا أخبركم برجالكم من أهل الجنة؟ النبي والصديق والشهيد والمولود ورجل يزور أخاه في ناحية المصر، لا يزوره إلا للَّه" وهذا سند رجاله ثقات.
ورواه الطبرانى [12/ 59، رقم 12467] عن علي بن عبد العزيز البغوى:
ثنا محمد بن أبي نعيم ثنا سعيد بن زيد عن عمرو بن خالد عن أبي هاشم به.
فحديث ابن عباس على شرط الصحيح لا كما نقل الشارح عن البيهقى إن لم يكن واهما عليه.
وفي الباب أيضًا عن أنس قال الطبرانى في الصغير [1/ 89، رقم 118]:
حدثنا أحمد بن الجعد الوشاء البغدادى ثنا محمد بن بكار بن الريان ثنا إبراهيم بن زياد القرشي عن أبي حازم عن أنس بن مالك عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "ألا أخبركم" مثل اللفظ المذكور في المتن، وقال ابن وهب في جامعه:
وحدثنى من سمع سعيد بن أبي أيوب يقول: "إن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: ألا أخبركم برجالكم من أهل الجنة؟ قالوا: بلى يَا رسول اللَّه، قال: النبيون والصديقون ورجل زار أخاه في اللَّه، ثم قال: ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة؟ قالوا: بلى يَا رسول اللَّه، قال: الودود والولود العئود التي إذا أساءت أو أسئ إليها وضعت يدها في يده ثم قالت: اعمل وافعل ما بدا لك".

الصفحة 159