كتاب المداوي لعلل الجامع الصغير وشرحي المناوي (اسم الجزء: 3)

قال في الكبير: ظاهره أن البيهقى خرجه وأقره والأمر بخلافه، بل تعقبه بما نصه: تفرد به الوليد بن سلمة الأردنى، وله من أمثال هذا أفراد لم يتابع عليها اهـ. والوليد هذا قال الذهبى: تركه الدارقطنى. ورواه الطبرانى أيضًا، قال الهيثمى: ورجاله ثقات إلا أن شيخ الطبرانى محمد بن الحسن بن هديم لم أعرفه.
قلت: في هذا أمور، الأول: قوله: ظاهره أن البيهقى. . إلخ هو عكس الواقع، بل ظاهره إن كان يفيد شيئًا فهو عكس ما قال الشارح، وهو أن البيهقى ضعفه لأن المصنف رمز له بالضعف كما رمز للمخرج.
الثانى: قوله: ورراه الطبرانى أيضًا هو صريح في أن الطبرانى خرجه عن حديث أبي هريرة المتكلم عليه والعائد ضمير أخرجه عليه في عرف أهل الحديث، وليس كذلك، بل أخرجه عن حديث ابن عباس.
الثالث: إطلاقه الطبرانى يفيد في عرف أهل الفن أنه خرجه في الكبير وليس كذلك بل خرجه في الصغير.
الرابع: إقراره للحافظ الهيثمى أن رجاله ثقات وليس كما قال، بل فيه سيف الثمالى ضعفه الدارقطنى وغيره، وقال الأزدى: ضعيف مجهول لا يكتب حديثه روى عن مجالد عن الشعبى عن ابن عباس رفعه: "إياك ومشارة الناس" الحديث ولا يعرف إلا به اهـ. وليس الأمر كما قال الأزدى، بل ورد من غير طريقه من حديث أبي هريرة كما سبق ومن حديث على كما سيأتى.
وقد أخرج حديث أبي هريرة أيضًا القضاعى في مسند الشهاب [2/ 96، رقم 956] من طريق عصمة بن الفضل:
ثنا الوليد بن سلمة الأزدى ثنا الأوزاعى عن ابن شهاب عن أبي سلمة عن

الصفحة 169