كتاب المداوي لعلل الجامع الصغير وشرحي المناوي (اسم الجزء: 3)

أحمد [1/ 5]:
حدثنا هاشم بن القاسم ثنا شعبة أخبرنى يزيد بن حمير سمعت سليم بن عامر -رجلًا من حمير- يحدث عن أوسط بن إسماعيل بن أوسط البجلى يحدث عن أبي بكر أنه سمعه حين توفى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "قام رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عام الأول مقامى هذا ثم بكى ثم قال: عليكم بالصدق فإنه مع البر وهما في الجنة، وإياكم والكذب فإنه مع الفجور وهما في النار، وسلوا اللَّه المعافاة، فإنه لم يؤت رجل بعد اليقين شيئًا خيرا من المعافاة، ثم قال: لا تقاطعوا ولا تدابروا ولا تباغضوا ولا تحاسدوا وكونوا عباد اللَّه إخوانا".
أما حديث الباب فقال أحمد [1/ 5]:
حدثنا هاشم ثنا زهير يعنى ابن معاوية قال: ثنا إسماعيل بن أبي خالد ثنا قيس قال: قام أبو بكر رضي اللَّه عنه فحمد اللَّه عز وجل وأثنى عليه فقال: "يا أيها الناس إنكم تقرءون هذه الآية: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} إلخ الآية، وإنكم تضعونها على غير موضعها، وإنى سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: إن الناس إذا رأوا المنكر ولا يغيروه أوشك اللَّه أن يعمهم بعقابه، قال: وسمعت أبا بكر رضي اللَّه عنه يقول: يا أيها الناس إياكم والكذب فإن الكذب مجانب للإيمان".
الثالث: قوله وقال الزين العراقى: سنده حسن، لم يقل العراقى ذلك في هذا الحديث، بل في الحديث الذي ذكرته قبل هذا، فإن الغزالى قال: سمعت إسماعيل بن أوسط سمعت أبا بكر الصديق رضي اللَّه عنه يخطب بعد وفاة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: قام فينا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- مقامى هذا عام أول ثم بكى وقال: "إياكم والكذب فإنه مع الفجور" الحديث، فقال العراقى: رواه ابن ماجه والنسائى في اليوم والليلة ثم قال: وإسناده حسن اهـ.

الصفحة 175