كتاب المداوي لعلل الجامع الصغير وشرحي المناوي (اسم الجزء: 3)

أن الخطيب خرج هذا الحديث في موضع آخر من تاريخه، فلم يتكلم بحرف واحد أيضًا لا عليه ولا على راويه فقال [3/ 105] في ترجمة محمد بن على الأنبارى ما نصه:
محمد بن على بن أحمد بن إسماعيل بن جعفر أبو طاهر الواعظ يعرف بابن الأنبارى كان يسكن بدرب الموالى، وحدث عن محمد بن عبد اللَّه بن محمد الموصلى، والحسن بن العباس بن الفضل الشيرازى وغيرهما، كتبت عنه حديثا واحدا: أخبرنا أبو طاهر محمد بن على الأنبارى، فذكر الحديث بالقصة كما سبق، ثم قال عقبه: سألت ابن الأنبارى عن مولده فقال في سنة خمس وسبعين وثلاثمائة، وقد سمعت من الدارقطنى وابن شاهين، لكن ذهبت كتبى. ومات يوم الأربعاء العاشر من شعبان سنة ثمان وأربعين وأربعمائة.
السادس: لو كان الخطيب يتكلم على الأحاديث، ويبين عللها، لعلله بمحمد ابن زكريا الغلابى، لأنه آفته كما سأذكره، فكيف وهو لا يتعرض للأحاديث أصلًا إلا نادرًا جدا لغرض يدعوه إلى ذلك؟
السابع: لو كان المصنف يتكلم على أحاديث الكتاب وينقل كلام الناس فيها لما أجار له علمه وتحقيقه أن ينقل عليه كلام الخطيب في الدقاق، فإنه لا دخل له في الحديث أصلا، بل الحديث معروف بزكريا الغلابى، وبه أعله الحفاظ.
أما جعفر الدقاق فقد توبع عليه فرواه ابن الأعرابى في معجمه: ثنا محمد بن زكريا الغلابى ثنا العباس بن بكار الضبى أبو الوليد ثنا عبد اللَّه [بن] المثنى الأنصارى عن عمه ثمامة بن عبد اللَّه بن أنس عن أنس به.

الصفحة 22