كتاب المداوي لعلل الجامع الصغير وشرحي المناوي (اسم الجزء: 3)

السنة أيضًا كما فعل هنا، كتب عليه الشارح في الكبير ما نصه: وأورده ابن الجوزي في الموضوع وقال: تفرد به أبو الحارث نصر بن حماد عن بكر بن خنيس، وقال يحيى: نصر كذاب ومحمد بن سعيد هو المصلوب كذاب يضع إلى هنا كلامه، ونازعه المؤلف على عادته فلم يأت بطائل اهـ.
يعنى أن الحديث موضوع كما قال ابن الجوزى وتعقب المصنف عليه غير مفيد وهنا يقول: إن الحديث حسن، أما هناك فقد وفيناه حقه على تلك الجهالة، وبينا أن المصنف أتى بكل طائل وبما لا يستطيع ملء الأرض من الشارح أن يأتوا بمثله وهو كل ما في الإمكان.
الرابع: أنه أقر الهيثمى على أن أبا العطوف لا يعرف له ترجمة مع أن أبا العطوف مترجم في الميزان وهو عمدة الشارح، وقد قال الذهبى في ترجمته: قال ابن المدينى: لا يكتب حديثه، وقال البخارى ومسلم: منكر الحديث، وقال النسائى والدارقطنى: متروك، وقال ابن حبان: كان يكذب في الحديث ويشرب الخمر، مات سنة 168، وزاد الحافظ في اللسان: قال ابن معين: ليس حديثه بشيء، وقال أبو حاتم والدولابى: متروك الحديث ذاهب لا يكتب حديثه، وقال ابن سعد: كان ضعيفا في الحديث، وذكره البرقى في باب "من اتُهم بالكذب"، وقال النسائي في "التمييز": ليس بثقة ولا يكتب حديثه، وقال ابن الجارود: ليس بشيء، وذكره الساجى والعقيلى والجوزجانى في الضعفاء اهـ.
وحكم ابن الجوزى على حديثه أنه موضوع، أعنى حديثا غير هذا حكم بوضعه وأعله به، فكيف يكون حديث هذا حسنا لاسيما وآثار النكارة ظاهرة على متنه والغرابة بادية عليه، وكون لفظه ورد من حديث سهل بن سعد بسند رجاله ثقات كما يقوله الهيثمى، لا يفيد هذا قوة، على أن قول الحافظ

الصفحة 29