كتاب المداوي لعلل الجامع الصغير وشرحي المناوي (اسم الجزء: 3)

ورأيتُ رجلا من أمَّتى جاءتْهُ زبانيةُ العذاب فجاءه أمرُهُ بالمعروف ونهيُهُ عن المنكر فاسْتنقذَهُ من ذلك، ورأيتُ رجلا من أمَّتى هوى في النَّار فجاءته دُموعُهُ اللاتى بكى بها في الدُّنيا من خشية اللَّه فأخرجتْهُ من النَّار، ورأيتُ رجلا من أمَّتى قد هوت صحيفتُهُ إلى شماله فجاء خوفهُ من اللَّه تعالى فأخذ صحيفتَهُ فجعلها في يمينه، ورأيتُ رجلا من أمَّتى قد خفَّ ميزانُهُ فجاءه أفْراطُه فثقَّلوا ميزانَهُ، ورأيتُ رجلا من أمَّتى على شَفير جهنَّم، فجاءه وَجلُهُ من اللَّه تعالى فاسْتنقذَهُ من ذلك، ورأيتُ رجلا من أمَّتى يرْعد كما ترعد السَّعْفةُ فجاءه حُسنُ ظنِّه باللَّه تعالى فسكّن رعْدتَهَ، ورأيتُ رجلا من أمَّتى يزحفُ على الصِّراط مرَّة ويحبو مرة فجاءته صلاتُهُ عليَّ فأخذتْ بيَده فأقامتْهُ على الصِّراط حتَّى جاز، ورأيتُ رجلا من أمَّتى انتهى إلى أبوابِ الجنَّة فَغُلقت الأَبوابُ دُونَهُ فجاءتْهُ شهادةُ أن لا إله إلا اللَّه فأخذت بيَدهِ فأدْخلتهُ الجنّةَ"
الحكيم، (طب) عن عبد الرحمن بن سمرة
قال في الكبير: قال الهيثمى: رواه الطبرانى بإسنادين في أحدهما سليمان بن أحمد الواسطى، وفي الآخر خالد بن عبد الرحمن المخزومى، وكلاهما ضعيف اهـ. وعزاه الحافظ العراقى إلى الخرائطى في الأخلاق، وقال: سنده ضعيف اهـ، وقال ابن الجوزى بعد ما أورده من طريقيه: هذا الحديث لا يصح، لكن قال ابن تيمية: أصول السنة تشهد له، وإذا تتبعت متفرقات شواهده رأيت منها كثيرا.
قلت: الحديث له طرق متعددة، من رواية مجاهد وسعيد بن المسيب وغيرهما عن عبد الرحمن بن سمرة.
فأما رواية مجاهد فقال الباغبان في فوائده واسمه أبو الخير محمد بن أحمد بن

الصفحة 38