كتاب المداوي لعلل الجامع الصغير وشرحي المناوي (اسم الجزء: 3)

فقال: لبيكما لبيكما ها أنا ذا لديكما، لا ذو براءة فاعتذر ولا ذو عشيرة فأنتصر، ثم أغمى عليه إذ شهق شهقة وشق بصره ونظر نحو السعف فقال: لبيكما لبيكما ها أنا ذا لديكما، بالنعم محفود وبالذنب محصود، ثم أُغمى عليه إذ شهق شهقة فقال:
لبيكما لبيكما ها أنا فا لديكما
إن تغفر اللهم تغفر جما ... وأى عبد لك لا ألما
ثم أُغمى عليه إذ شهق شهقة فقال:
كل عيش وإن تطاول دهرا ... صائرٌ مرة إلى أن يزولا
ليتنى كنت قبل ما قد بدا لى ... في قلال الجبال أرعى الوعول
قالت: ثم مات، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يا فارعة، إن مثل أخيك كمثل الذي آتاه اللَّه آياته فانسلخ منها" الآية.
وقال أبو الفرج في الأغانى [4/ 1341]:
أخبرنى أحمد بن عبد العزيز حدثنا عمر بن شبة ثنا أبو غسان محمد بن يحيى ثنا عبد العزيز بن عمران عن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن عامر بن مسعود عن الزهرى قال: "دخل يوما أمية بن أبي الصلت على أخته" فذكر القصة دون الأبيات التي أولها "باتت هموم تسرى" والباقى سواء وفيها البيت المذكور والبيتان بعده.
وقال أيضًا: أخبرنى الخرقى قال: حدثنى عمى عن مصعب بن عثمان عن ثابت بن الزبير قال: "لما مرضه أمية مرضه الذي مات فيه جعل يقول: قد دنا أجلى وهذه المرضة منيتى، وأنا أعلم أن الحنيفية [حقّ] ولكن الشك يداخلنى في محمد، قال: ولما دنت وفاته أغمى عليه قليلا ثم أفاق وهو يقول "وذكر نحو ما سبق وفيه البيت المذكور والبيتان بعده، وزاد فيهما ثالث وهو قوله:

الصفحة 52