كتاب المداوي لعلل الجامع الصغير وشرحي المناوي (اسم الجزء: 3)

ثم قال عقب عزوه: وفيه يزيد بن زياد، فإن كان المدنى فثقة، أو الدمشقى ففي الكاشف "واه".
قلت: في هذا أخطاء وأوهام الأول: أن الذي في سند الحديث يزيد بن أبي زياد لا يزيد بن زياد.
الثانى: أن يزيد بن أبي زياد المذكور في سند الحديث مشهورا بين أهل الحديث لا يمكن أن يشبه أمره على من شم رائحة الحديث.
الثالث: من عجيب صنع اللَّه به أنه لم يجعل الأمر دائرا بين المذكور في السند وغيره بل جعله دائرا بين رجلين لم يذكر أحد منهما في السند.
الرابع: أن الحديث خرجه الترمذى وحسنه، وكذلك حسنه جماعة من الحفاظ فكيف يكون حسن وفيه يزيد الدمشقى وهو واه.
الخامس: السياق الذي ذكره في سبب الحديث وركب عليه ما ردَّ به قول المؤلف، ليس هو كذلك بل فيه حذف واختصار، ولفظه عند أبي داود الذي نقله منه عن عبد اللَّه بن عمر: "أنه كان في سرية من سرايا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، قال: فحاص الناس حيصة فكنت فيمن حاص، فلما برزنا قلنا: كيف نصنع وقد فررنا من الزحف وبؤنا بالغضب، فقلنا ندخل المدينة فنثبت فيها لنذهب ولا يرانا أحد، قال: فدخلنا فقلنا: لو عرضنا أنفسنا على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فإن كانت لنا توبة أقمنا وإن كان غير ذلك ذهبنا، قال فجلسنا لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قبل صلاة الفجر، فلما خرجنا قمنا

الصفحة 64