كتاب تفسير السمعاني (اسم الجزء: 3)

{طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضكُم على بعض كَذَلِك يبين الله لكم الْآيَات وَالله عليم حَكِيم (58) وَإِذا بلغ الْأَطْفَال مِنْكُم الْحلم فليستأذنوا كَمَا اسْتَأْذن الَّذين من قبلهم كَذَلِك يبين الله لكم آيَاته وَالله عليم حَكِيم (59) وَالْقَوَاعِد من النِّسَاء}
وَقَوله: {بَعْضكُم على بعض} أَي: يطوف بَعْضكُم على بعض.
وَقَوله: {كَذَلِك يبين الله لكم الْآيَات} أَي: الدلالات، وَقيل: الْأَحْكَام.
وَقَوله: {وَالله عليم حَكِيم} أَي: عليم بِأُمُور خلقه، حَكِيم فِيمَا دبر لَهُم.
وَقَوله تَعَالَى: {وَإِذا بلغ الْأَطْفَال مِنْكُم الْحلم فليستأذنوا} قَوْله: {الْحلم} أَي: الِاحْتِلَام، وَقَوله: {فليستأذنوا} (كَمَا اسْتَأْذن الرِّجَال البالغون، وَيُقَال) : {كَمَا اسْتَأْذن الَّذين من قبلهم} يَعْنِي: كَمَا اسْتَأْذن الَّذين من قبلهم، (مَعَ إِبْرَاهِيم ومُوسَى وَعِيسَى) .
وَقَوله: {كَذَلِك يبين الله لكم آيَاته} أَي: أَحْكَامه.
وَقَوله: {وَالله عليم حَكِيم} قد بَينا.
قَوْله تَعَالَى: {وَالْقَوَاعِد من النِّسَاء} . الْقَوَاعِد جمع قَاعد، يُقَال: امْرَأَة قَاعد إِذا قعدت عَن الْأزْوَاج، إِذا قعدت عَن الْحيض بِالْكبرِ، وَأما الْقَاعِدَة فَهِيَ الْجَالِسَةُ.
وَقَوله: {اللَّاتِي لَا يرجون نِكَاحا} يَعْنِي: لَا يردن نِكَاحا، وَقيل: لَا يردن الرِّجَال لكبرهن، وَقيل: قعدن عَن التَّصَرُّف بِالْكبرِ، وَإِنَّمَا قيل: امْرَأَة قَاعِدَة إِذا كَبرت؛ لِأَنَّهَا تكْثر الْقعُود، قَالَه ابْن قُتَيْبَة.
وَعَن ربيعَة الرَّأْي قَالَ: هن الْعَجَائِز اللواتي إِذا رآهن الرِّجَال استقذروهن، فَأَما من كَانَ فِيهِ بَقِيَّة من جمال، وَهِي مَحل الشَّهْوَة، فَلَا تدخل فِي هَذِه الْآيَة.
وَقَوله: {فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جنَاح} أَي: إِثْم.
وَقَوله: {أَن يَضعن ثيابهن} فِي قِرَاءَة ابْن مَسْعُود: " أَن يَضعن من ثيابهن "، قَالَ

الصفحة 548