كتاب عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ (اسم الجزء: 3)
والكنز أيضًا نفس المكنوز تسميةً له بالمصدر. وفي الحديث: «ما أديت زكاته فليس بكنزٍ» أي لا يعذب به صاحبه، عكس من منع الزكاة فإنه يعذب كما أخبر بذلك في الحديث: «يمثل له كنزه شجاعًا أقرع» الحديث، والجمع كنوز.
قوله تعالى: {وكان تحته كنز لهما} [الكهف: 82] قيل: لم يكن ذهبًا ولا فضةً بل ألواح فيها حكم ومواعظ. قيل: هي «عجبت لمن يوقن بالموت كيف يفرح، ولم يوقن بالرزق كيف يحزن، لا إله إلا الله محمد رسول الله» إلى غير ذلك.
قوله تعالى: {كم تركوا من جنات وعيون} [الدخان: 25] وكنوزٍ هي الأموال التي ادخروها في الجبال وتحت الأرض.
ك ن س:
قوله تعالى: {الجوار الكنس} [التكوير: 16] جمع كانس، والكانس من الوحش ما دخل كناسه كالظبي وبقر الوحش، والمراد هنا النجوم؛ شبهها في استتارها ببروجها بالوحش الداخل كناسه، وقد كنست كنوسًا؛ قيل: هي من الكواكب خمس: زحل والمريخ والمشتري وعطارد والزهرة. وقيل: كل كوكبٍ. وقد تقدم تفسير ذلك في قوله {الخنس} [التكوير: 15]. وقيل: أرد البقر الوحشية والظبي، ولله أن يقسم بما شاء.
ك ن ن:
قوله: {وجعل لكم من الجبال أكنانًا} [النحل: 81] هي جمع كن. والكن: ما يكنك أي يسترك ويصونك عما يؤذيك. وكننت الشيء: جعلته في كن، قيل: وخص كننت بما يستر بثوبٍ أو بيتٍ ونحوه من الأجسام؛ قال تعالى: {كأنهن بيض مكنون} [الصافات: 49] يريد بيض النعام لأنها تصونه بدفنه في الرمل.
وقوله: {إنه لقرآن كريم في كتابٍ مكنونٍ} [الواقعة: 77 - 78] أي محفوظٍ لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. وأكننت: خص بما يستر في الضمير، وعليه قوله