كتاب البرهان في علوم القرآن (اسم الجزء: 3)

المجلد الثالث
تابع النوع السادس والأربعون
...
القسم الحادي عشر: الْمُثَنَّى وَإِرَادَةُ الْوَاحِدِ.
كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللؤلؤ والمرجان} وَنَظِيرُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا} وَإِنَّمَا تُخْرَجُ الْحِلْيَةُ مِنَ الْمِلْحِ وَقَدْ غَلَطَ فِي هَذَا الْمَعْنَى أَبُو ذُؤَيْبٍ الْهُذَلِيُّ حَيْثُ قَالَ يَذْكُرُ الدُّرَّةَ:
فَجَاءَ بِهَا مَا شِئْتَ مِنْ لَطَمِيَّةٍ ... يَدُومُ الْفُرَاتُ فَوْقَهَا وَيَمُوجُ
وَالْفُرَاتُ لَا يَدُومُ فَوْقَهَا وَإِنَّمَا يَدُومُ الْأُجَاجُ.
وَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ} إِنَّ ظَاهِرَ اللَّفْظِ يَقْتَضِي أَنْ يَكُونَ مِنْ مَكَّةَ وَالطَّائِفِ جَمِيعًا وَلَمَّا لَمْ يُمْكِنْ أَنْ يَكُونَ مِنْهُمَا دَلَّ الْمَعْنَى عَلَى تَقْدِيرِ"رَجُلٍ مِنْ إِحْدَى الْقَرْيَتَيْنِ".
وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَجَعَلَ الْقَمَرَ فيهن نورا} أَيْ فِي إِحْدَاهُنَّ.

الصفحة 3